منذ نحو شهرين، توقف وزير المردة روني عريجي عن المشاركة في اجتماعات تكتل التغيير والإصلاح، فيما وجد النائب إميل رحمة في عمادة حفيدته مهرباً له من المشاركة في آخر اجتماعات التكتل، ليقتصر الحضور في اجتماع الثلاثاء على نواب التيار الوطني الحر ووزرائه والمستقلين (غير الحزبيين) المنضوين في التكتل وممثلي حزب الطاشناق. بعيد الاجتماع كان العماد ميشال عون يتحدث باسم التكتل مجتمعاً حين دعا إلى التظاهر، إلا أن الاستجابة لدعوته اقتصرت على التيار الوطني الحر دون غيره من حلفاء التيار، داخل التكتل وخارجه.
فنيابياً، حضر نائب جبيل وليد خوري الذي نادراً ما شوهد في تظاهرة أو حتى اعتصام، فيما غاب غالبية النواب الآخرين من عصام صوايا إلى نعمة الله أبي نصر، مروراً بجيلبرت زوين ويوسف الخليل وسليم سلهب. أما الغائب الأكبر، فكان حزب الطاشناق. الحزب القادر وحده على مزاحمة قوى 14 آذار مجتمعة بالحشد، بحكم حضوره الجغرافي قرب ساحة الشهداء، وجاهزية ماكينته الدائمة وعدم حاجته لباصات أو سيارات لنقل المتظاهرين، يغيب منذ أكثر من أسبوع عن السمع على نحو كامل، وهو فضل تجاهل الدعوة العونية.

الطاشناق إلى
يمين التيار بعد
استنفاد الحلول السياسية
في وقت تؤكد فيه مصادره تأييدها لمواقف التكتل وتقديرها لوقوف العماد عون بجانب الطاشناق في الأيام الصعبة، رافضة استبعاد الحزب الأرمني الأول أو إعطاءه أقل من حقه، إلا أن المصادر نفسها تؤكد أن الطاشناق يفكر مرتين عادة قبل المشاركة في أيّ تظاهرة، مفضلاً استنفاد كل الخيارات قبل النزول إلى الشارع. ويضع أحد المسؤولين في الطاشناق حزبه في خانة أقرب إلى حزب الله في هذه المرحلة: «نحن على يمين الجنرال بعدما عانينا كثيراً ما يعانيه اليوم، لكن لا بد من استنفاد الحلول السياسية». وتشير المعلومات إلى عدم طلب العماد عون أخيراً أيّ اجتماع مع قيادة الطاشناق لحثهم على المشاركة الشعبية في التظاهرات، كما لم تتحرك الوفود العونية باتجاه أي من الحلفاء لإقناعهم بالمشاركة قبل إقناع الآخرين. وما يقوله الطاشناقيون يكرره المسؤولون في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين يعطون الحق للعماد عون في كل ما يقوله، لكنهم يشيرون إلى عدم اتخاذ قيادتهم أي قرار بشأن التظاهر. وحتى على مستوى المجالس البلدية والشخصيات السياسية المتحالفة مع التيار في الأشرفية وكسروان والبترون والكورة وغيرها يبدو أن التيار وحلفاءه يتركون الأمور للمبادرات الشخصية. فالتعبئة العونية تستهدف العونيين فقط، أما الحلفاء، فتشملهم الدعوة العامة، ولا أحد سيعاتبهم في حال حضورهم أو عدمه.