ما الذي يدفع الناس إلى المشاركة في تحرّك «طلعت ريحتكم»؟ هل هي قدرة «ناشطي» الحملة على استقطاب الناس؟ وما هو دور المجموعات الأخرى؟منذ بدء حملة «طلعت ريحتكم»، وُجهّت لها العديد من الانتقادات، وخاصة في ما يتعلق بسقف خطابها الذي اقتصر على استقالة وزير البيئة محمد المشنوق. هذه الانتقادات وجّهها عدد من المجموعات الطلابية واليسارية التي كان لها دور أساسي في تحريك الشارع أيضاً، وكانت تطالب الحملة برفع سقف خطابها ليشمل قضايا معيشية أخرى وتسمية ومحاسبة كل المسؤولين عن أزمة النفايات.

بالفعل، ونتيجة موقف هذه المجموعات وضغط المواطنين الذين شاركوا عفوياً في الحراك، عدّلت الحملة تدريجاً خطابها، وقد شهدنا أول من أمس المطالبة باستقالة رئيس الحكومة تمام سلام واستقالة المجلس النيابي. النوادي الطلابية كان لها دور أساسي في حثّ الشباب الجامعي على المشاركة، وتحديداً كلّ من النادي العلماني ونادي السنديانة الحمراء في الجامعة الأميركية في بيروت، ورفاق فرج الله حنين في الجامعة اللبنانية. هؤلاء نظموا مسيرات عدة في شوارع العاصمة بالاشتراك مع مجموعة «المنتدى الاشتراكي» للمساهمة في دفع المواطنين «القابعين في بيوتهم» للنزول الى الشارع.
كما شارك كل من اتحاد الشباب الديموقراطي والحزب الشيوعي اللبناني وحركة الشعب في هذه التحركات، مشتركين في الخطاب مع المجموعات اليسارية والطلابية الأخرى، والناشطين والناشطات المستقلين الذين سبقوا وشاركوا في حملة إسقاط النظام الطائفي في عام 2011.
هذا الحراك ساهم في خلق عدد من المجموعات لها مطالب مختلفة، مثل مجموعة «شباب ضد النظام» التي ترفع شعار الانتفاضة ضد السلطة السياسية. ومجموعة «بدنا نحاسب» التي تسعى إلى محاربة الفساد وتطالب بمحاسبة المسؤولين السياسيين عن التجاوزات المرتكبة.
والجدير ذكره أنّ هيئات نقابية كان لها دور في تحريك الشارع، مثل التيار النقابي المستقل الذي يقوده النقابي حنا غريب، إضافة الى عدد من المتضررين من ظلم هذا النظام، مثل المستأجرين القدامى وضحايا العنف الأسري والشبان العاطلين من العمل ورافضي التمديد للمجلس النيابي وغيرهم من الفئات التي وجدت في هذا الحراك فرصة للتعبير.