أنقرة| بعد مرور ما يناهز 7 أشهر على مغادرتها شواطئ إسطنبول باتجاه قطاع غزة لتقديم المساعدة، عادت، أمس، سفن «أسطول الحرية» الثلاث، لتلاقي حشداً جماهيرياً غفيراً بانتظارها، غاب عنه وزير الخارجية أحمد داود أوغلو لـ«ضرورات المرحلة» التي تقتضي التصالح مع إسرائيل، بينما كان هو نفسه سبّاقاً إلى استقبال الجرحى والشهداء التسعة للأسطول البحري عندما عادوا من فلسطين المحتلّة.
وأقيم حفل استقبال جماهيري للسفن الثلاث «مافي مرمرة» و«ديفني واي» و«غازي» في مرفأ سارايبورنو الإسطنبولي، نظّمته مؤسّسة الإغاثة الإنسانية التركية (ihh)، وشارك فيه ناشطون من تركيا و50 دولة وممثلون عن منظمات غير حكومية، علماً أن هذه السفن رست في ميناء الإسكندرون منذ آب الماضي لتخضع لأعمال الصيانة.
وطغت الأعلام التركية والفلسطينية وصحيات «الله أكبر» على المستقبلين، وارتأى المنظّمون أن يتزامن حفل الاستقبال مع ذكرى اليوم الأول لعملية «الرصاص المصهور» على قطاع غزة قبل عامين من اليوم.
ومن المفترض أن تشارك «مافي مرمرة» في أسطول إنساني جديد ينطلق إلى غزة في 31 أيار 2011، التاريخ الذي حصلت فيه المجزرة الشهيرة.
وكان وزير الخارجية قد كشف عن أنه سيتغيّب عن الاستقبال الشعبي، أول من أمس، مشيراً إلى أنّ حكومته ترغب بإقامة السلام مع إسرائيل بشرط اعتذارها وتقديم التعويضات لذوي الشهداء التسعة وللدولة التركية، و«هي الشروط التي لا بد من تنفيذها لإعادة علاقات الصداقة» مع تل أبيب. وخلف العنوان البرّاق الذي أطلقه داود أوغلو عن رغبة حكومته بالتصالح مع دولة الاحتلال، أطلق رئيس الدبلوماسية التركية مجموعة من المواقف المنتقدة بشدّة لحكومة بنيامين نتنياهو، لافتاً إلى أن أنقرة اشترطت أن تكون مفاوضات جنيف سرية، غير أنّ الإسرائيليين «سرّبوا الخبر إلى إعلامهم بعد ساعتين من بدء المفاوضات». وأجرى مقارنة بين سلوك حكومته عندما قرّرت في غضون دقيقتين إرسال طائرات لإطفاء حرائق جبل الكرمل، «بينما لو حصل العكس، أي لو احتاجت تركيا للمساعدة، لكانت الحكومة الإسرائيلية ناقشت الموضوع لأيام وتداولته في الإعلام، وفي النهاية لما كانوا اتخذوا قراراً بالمساعدة».
كلام مباشر دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى الرد عليه بسرعة، على لسان المتحدث باسم الوزارة، ييغال بالمور، الذي رأى أن المساعدات التي سبق لإسرائيل أن قدمتها لتركيا «تتحدث عن نفسها، وقيمتها أكبر وأكثر صداقة من كلام داود أوغلو»، في إشارة إلى المساعدات الإسرائيلية إثر زلزالَين ضربا تركيا، أبرزهما عام 1999.
أما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، فجزم أمس أن إسرائيل «لن تعتذر لتركيا»، موضحاً أن طلب الاعتذار «وقاحة». وأضاف إن «من عليه الاعتذار هو حكومة تركيا لدعمها الإرهاب».