كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» أن القوات المسلحة البريطانية تعكف حالياً على وضع خطط لإجلاء مئات الآلاف من السكان والسياح البريطانيين من دبي وغيرها من المدن الخليجية، في حال نشوب حرب مع إيران، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، موشي يعلون، أن أمام الولايات المتحدة وحلفائها ما يصل إلى ثلاث سنوات لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني الذي مُني بانتكاسة نتيجة صعوبات فنية وعقوبات.وقالت الـ«ديلي تلغراف» إن الحكومة الائتلافية البريطانية، برئاسة ديفيد كاميرون، أمرت بإجراء مراجعة فورية للتخطيط العسكري البريطاني في منطقة الخليج بعد تسلّمها السلطة في أيار الماضي، ووضعت مقترحات جديدة لتنسيق النشاط العسكري في المنطقة مع الحلفاء المحليين المعادين لإيران، وخصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة. وأضافت الصحيفة أن أكثر من 100 ألف بريطاني يقيمون في الإمارات وحدها، فيما يزور دبي مليون سائح بريطاني كل عام. وتخشى الحكومة الائتلافية من تعرّضهم للخطر إذا ما ردّت ايران، حسب وعدها، على أي هجمات عسكرية تستهدف مواقعها النووية بشن هجمات صاروخية على المصالح الغربية في منطقة الخليج.
وذكرت الصحيفة أن سفن البحرية الملكية البريطانية تسيّر مع نظيرتيها الأميركية والفرنسية دوريات منتظمة في الخليج، فيما هدّدت إيران أيضاً بزرع ألغام في مضيق هرمز الاستراتيجي مع استعداد المنطقة لاحتمال نشوب حرب.
وأشارت الـ«ديلي تلغراف» إلى أن وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد كان واحداً من الزعماء العرب في المنطقة الذين كشفت وثائق «ويكيليكس» أنهم يضغطون من أجل اتخاذ إجراءات أشد صرامة حيال إيران بعد فرض الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة عليها.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن وليّ عهد أبو ظبي كان أيضاً المحرّك الرئيسي إلى جانب وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، وراء مطالب تحسين العلاقات العسكرية البريطانية التقليدية مع الإمارات، وأثار شخصياً مسألة سلامة الرعايا الأجانب الذين يمثّلون 70 في المئة من سكانها البالغ عددهم 4.5 ملايين نسمة. وأضافت أن خطة جديدة للتعاون العسكري لا تزال شروطها الكاملة طيّ السرية.
من جهته، تحدث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، موشي يعلون، عن إمكان قيام برنامج نووي إيراني عسكري، قائلاً «لا أعلم إذا كان هذا سيحدث في 2011 أو 2012، لكننا نتحدث في ما يتعلق بالسنوات الثلاث المقبلة».
وأشار يعلون، وهو رئيس سابق للأركان، إلى أن خطة تخصيب اليورانيوم الخاصة بإيران مُنيت بانتكاسات، قائلاً إن «هذه الصعوبات تؤجّل الجدول الزمني بالطبع، ومن ثم لا يمكننا الحديث عن نقطة اللاعودة. إيران تملك حالياً بالفعل القدرة على صنع قنبلة نووية بنفسها».
في المقابل، رفض مسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية إجراء مقارنة بين البرنامج النووي الإيراني السلمي والبرنامج «التسلّحي» الإسرائيلي، مؤكداً أن إيران هي أول بلد قدّم نظرية شرق أوسط منزوع من الأسلحة النووية. وقال المسؤول الإيراني، رداً على تصريحات وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، «على أبي الغيط أن يلتفت إلى أن الخطر الذي يهدد مصالح شعوب دول المنطقة وحكوماتها هو وجود أكثر من 200 رأس نووي صهيوني لا تخضع لإشراف دولي».
في غضون ذلك، طالب مسؤول شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية، محمد رؤوف شيباني، المنظمات الدولية بتحديد مصير مساعد وزير الدفاع السابق، علي رضا أصغري، بعد معلومات عن انتحاره في أحد السجون الإسرائيلية التابعة للموساد. وقال «إن قيام الكيان الصهيوني بهذا العمل بمساعدة أميركية هو ممّا يعدّ دليلاً واضحاً على إرهاب الدولة».
وكانت صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس» قد نقلتا عن أحد المصادر الأمنية القريبة من وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قوله إن هناك «خبراً عن انتحار أصغري (الذي اختفى خلال زيارة لتركيا عام 2007) في سجن الموساد».
إلى ذلك، توقّع الرئيس الإصلاحي الإيراني السابق، محمد خاتمي، أن الانتخابات المقبلة في بلاده ستشهد المزيد من «القيود». وقال إن الشعب الإيراني سيشارك في العملية الانتخابية إذا جرت «بعدالة»، حسبما نقل موقع «راه سبز».
(أ ف ب، أب، رويترز، يو بي أي)