استغل الرئيس الأميركي باراك أوباما محطته الهندية في جولته الآسيوية كي يدعو حليفيه اللدودين، الهند وباكستان، إلى العمل معاً ضدّ الإرهاب، منتقداً جهود الأخيرة في هذا الشأن. وألقى أوباما خطاباً أمام طلاب في العاصمة الاقتصادية مومباي، التي تعرضت لاعتداء في 2008 راح ضحيته 166 قتيلاً، تناول فيه الإرهاب، وغمز من باكستان وجهودها غير الكافية في هذا المجال. وقال إن «باكستان تحقق تقدماً في استئصال سرطان التطرف، لكن ليس بالسرعة التي نرجوها». وأعرب عن «الأمل في أن تتنامى الثقة بين البلدين مع الوقت، وأن يبدأ الحوار على الأقل في المسائل التي لا تثير الكثير من الخلافات». واستحضر أوباما في خطابه تعاليم غاندي، وحاول دغدغة مشارع المسلمين، مؤكداً التفريق بين الإسلام والتطرف، فأجاب ردّاً على سؤال عن «الجهاد» بأن «تعبير الجهاد لديه الكثير من المعاني في الإسلام ويتعرض للكثير من التأويلات. لكن دعوني أقل أولاً ان الإسلام واحد من أعظم الأديان، ونحو مليار شخص يعتنقونه». وأضاف: «جميعنا نعترف بأن هذا الدين العظيم تعرّض للتشويه على يد بعض المتطرفين. وأحد التحديات التي نواجهها هو كيفية عزل الذين شوّهوا رؤيته». ورأى أن على الهندوس والمسلمين والمسيحيين واليهود أن يحترم بعضهم بعضاً كما دعا غاندي.ووقّع الرئيس الأميركي اتفاقيات مع الهند قيمتها عشرة مليارات دولار، من شأنها أن توفر خمسين ألف وظيفة جديدة للأميركيين. وناشد الهند أن تفتح اقتصاداتها أكثر أمام الشركات الأميركية.
وأراد الرئيس الأميركي أن يُضفي على رحلته شيئاً من المتعة والاستعراض، بعد الهزيمة التي تلقاها حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، فرقص وزوجته مع تلاميذ مدارس كانوا يحتفلون بعيد الأضواء الهندوسي، ديوالي، وذلك في مدرسة «هولي نايم» القريبة من فندق «تاج محل»، أحد أهداف اعتداءات مومباي.
وتستمر جولة أوباما، التي بدأت الجمعة، عشرة أيام، يقضي خلالها ثلاثة أيام في الهند، على أن ينتقل بعدها الى إندونيسيا، حيث سيزور مسجداً ويتوجه بكلمة إلى المسلمين، إضافة إلى كوريا الجنوبية واليابان.
وفي إندونيسيا، البلد الذي أمضى فيه 4 سنوات من طفولته، يبدو أن الضيف الأميركي لن يستقبل بالورود، إذ شارك أكثر من ألف عضو في حزب التحرير الإسلامي في تجمع احتجاجاً على زيارته.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)