كشفت محطة «إن بى سي» الأخبارية الأميركية أمس عن أن «الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل حزمة من الحوافز، بهدف إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتمديد تجميد المستوطنات في الأراضي الفلسطينية لمدة شهرين». وأضاف أن هذه «الحوافز تتضمن بعض الأفكار المتعلقة بالأمن». غير أن مصادر سياسية إسرائيلية أكدت أن الأمور كلها تتوقف على موقف الولايات المتحدة ومدى اختيارها لتحسين هذه الحوافز. وقال التقرير إن الحوافز الأميركية المطروحة «تتضمن تأييد واشنطن لمطلب نتنياهو بوجود عسكري إسرائيلي على طول نهر الأردن، وهي المنطقة التي يحتمل أن تمثّل الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية في المستقبل».
وفي السياق، شدد نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، على متانة العلاقات التي «لا يمكن كسرها» بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ونقلت وكالة «جويش تلغراف» عن بايدن قوله، في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية في نيو أورلينز، إنه «على الرغم من التوتر الذي يبدو أنه يشوب العلاقات بين إدارة الرئيس باراك أوباما وإسرائيل، إلا أن ذلك لا يعني ضعف العلاقات بين الدولتين».
وأضاف بايدن أن «هذه الإدارة تمثّل سلسلة لا يمكن كسرها لدى القادة الأميركيين الذي فهموا هذه العلاقة الحساسة»، موضحاً أن الإدارة «لن تتزحزح بوصة واحدة، وأن أوباما لديه الشعور ذاته».
من جهة ثانية، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن إسرائيل سترتكب «خطأً تاريخياً» إن وافقت على بحث حدود الدولة الفلسطينية المقبلة قبل تسوية مسألة الترتيبات الأمنية. وقال، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «سيكون خطأً مأسوياً تاريخياً واستراتيجياً التحدث عن الحدود قبل إنهاء المحادثات بشأن الأمن».
تزامن ذلك مع كشف بلدية القدس النقاب عن اعتزامها الشروع قريباً بتنفيذ مخطّط لبناء ما يزيد على ألف وخمسمئة وحدة استيطانية جديدة في الأحياء العربية للمدينة المحتلّة، إضافة إلى مخطّط لبناء نحو ثلاثمئة وخمسين غرفة دراسية شرقي القدس المحتلّة.
في هذا الوقت، جدّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تأكيده أن لدى الفلسطينيين خيارات عديدة يمكنهم اللجوء إليها إذا فشلت المفاوضات السياسية، ورفضت إسرائيل تجميد الاستيطان. وقال إن «الفلسطينيين سيطالبون الولايات المتحدة بأن تضع مشروعاً وتقدمه للطرفين. وإذا فشل هذا الجهد فسيتوجه الفلسطينيون إلى مجلس الأمن الدولي مطالبين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية». وشدد عباس مرة أخرى على رفضه الاعتراف بيهودية إسرائيل، قائلاً إن ذلك «قد يكون مبرراً لطرد السكان العرب من إسرائيل».
بدوره، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، أن احتمال العودة إلى العملية السياسية واستئناف المفاوضات «هو احتمال مستحيل مع الحكومة الإسرائيلية الحالية».