الأمن، التجارة والتودّد الى المسلمين، ثلاثة مواضيع رئيسية شكلت جدول أعمال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته الى أندونيسيا، التي وصلها أمس كمحطة ثانية في جولته الآسيوية. لكن على ما يبدو فإن الزيارة الى أرض الطفولة، التي قضى أربع سنوات منها ما بين عامي 1967 و1971 في هذا البلد، ستستقطع لأسباب «طبيعية».وقال البيت الأبيض إن الزيارة المفترض أن تستغرق 20 ساعة قد تقصر بسبب سحب الرماد البركاني التي يقذفها البركان ميرابي، الذي يبعد 375 ميلاً عن جاكارتا، أي أن أوباما سيغادر قبل نحو ساعتين عن الموعد المقرر، على أن يتوجه الى كوريا الجنوبية حيث سيحضر قمة مجموعة العشرين.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في جاكارتا مع الرئيس الأندونيسي، سوسيلو بامبانج يودويونو، أكد أوباما أن الولايات المتحدة تسلك الطريق الصحيح في تحسين علاقاتها مع البلدان الإسلامية. وقال «لم نُزِل تماماً بعض سوء التفاهم والشكوك الموجودة منذ زمن طويل، لكننا نعتقد أننا على الطريق الصحيح».
وردّاً على سؤال عن نتائج سياسته بعد أكثر من عام على خطابه الشهير في القاهرة في الرابع من حزيران 2009 بشأن العلاقات مع الدول الإسلامية، أجاب «لجهة جهودنا لمدّ اليد الى العالم الإسلامي أعتقد أنها صادقة ومستمرة».
وتابع «لا يزال أمامنا الكثير من العمل»، وذلك عشية إلقائه خطاباً في الهواء الطلق في جامعة أندونيسيا قد يتناول فيه مجدداً هذه المسائل.
وكان أوباما قد دعا في القاهرة الى «انطلاقة جديدة بين المسلمين والولايات المتحدة» من أجل إنهاء «دوامة الشك» المرتبطة خصوصاً بحرب العراق والسياسة التي انتهجها سلفه جورج بوش بعد اعتداءات 11 أيلول2001.
وتعدُّ أندونيسيا، أكبر دولة إسلامية، حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة. وهي واحدة من أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا، وعضو في مجموعة الـ 20. وأثبتت نجاحها في مواجهة الأزمة المالية، وتمثّل نقطة استقطاب للمستثمرين.
ووصف نائب المستشار الرئاسي للأمن القومي، بن رودس، العلاقات الأميركية الأندونيسية قائلاً «نرى في أندونيسيا تقاطع العديد من المصالح الأميركية الرئيسية، ونرى هذا شراكة هامة جداً لمستقبل المصالح الأميركية في آسيا والعالم».
ووقّع أوباما مع نظيره الأندونيسي اتفاق شراكة يتناول قضايا اجتماعية واقتصادية وثنائية.
ويفترض أن يستكمل أوباما جدوله في أندونيسيا بزيارة لمسجد الاستقلال، أحد أكبر المساجد في العالم، اليوم، وأن يوجّه رسالة الى الشعوب المسلمة.
(رويترز، أ ف ب)