الاكتفاء الذاتي، شعار عكف الإيرانيون منذ بدء الضغوط عليهم على تحقيقه في كل المجالات، وصولاً إلى صناعة صواريخ عجزت روسيا عن بيعها لإيران بسبب الضغوط الأميركية الإسرائيليةأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن إيران لن تناقش القضية النووية مع القوى الكبرى في محادثات مقترحة، وذلك وسط تصريحات عن استعداد طهران لإجراء تجارب على صواريخ «أس ـــــ 300» أرض ـــــ جو مصنوعة في إيران، رداً على روسيا التي تراجعت عن صفقة لإمدادها بتلك الصواريخ.
وقال نجاد في بلدة قزوين في شمال إيران «قلنا مراراً إن حقوقنا (النووية) ليست مطروحة للنقاش»، مضيفاً أن «إيران مستعدة لإجراء محادثات تقوم على أساس من المساواة للمساعدة والتعاون في حل مشاكل دولية عالقة وتخفيف القلق الدولي وإحلال السلام والأمن في العالم».
وأشار إلى أن بلاده «سترحّب باليد الممدودة بصدق وستقطع أي يد تريد التآمر عليها».
إلّا أن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت أن هدف الدول الست الكبرى المكلفة ببحث الملف النووي الإيراني هو التحدث مع طهران «في مجمل برنامجها النووي».
في غضون ذلك، أعلن مساعد قائد مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي الإيراني، العميد محمد حسن منصوريان، أن قواته ستختبر قريباً منظومات صاروخية مضادة أرض ـــــ جو بعيدة المدى، صُنعت محلياً، بما في ذلك منظومة صواريخ «أس 300» التي أُنتجت على أيدي العلماء والمهندسين الإيرانيين.
وأشار منصوريان، في حديث مع وكالة «إرنا» الإيرانية للأنباء، إلى «الضغوط التي مارسها الكيان الصهيوني على روسيا للحيلولة دون قيام موسكو بتسليم منظومة صواريخ أس 300 إلى إيران». وأكد أن وزارة الدفاع الإيرانية تسلّمت أخيراًَ أجيالاً جديدة من صواريخ «مرصاد» و«شاهين» المخصصة للدفاع الجوي.
وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قد وقّع مرسوماً يحظر إمداد إيران بصواريخ أس ـــــ 300 وغيرها من الأسلحة.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية موشي يعلون، أثناء المؤتمر الذي عقد في جامعة حيفا أول من أمس، تحت عنوان «تحديات الأمن القومي الإسرائيلي»، أنه يجب منع إيران من امتلاك السلاح النووي في ظل التهديدات التي تطلقها الحكومة الإيرانية ورئيسها بإزالة إسرائيل عن الخريطة، بحيث سيكون لامتلاك إيران السلاح النووي تداعيات على مجمل منطقة الشرق الأوسط، وقد يطال العالم، ذلك أنه سيفتح مجالاً لمزيد من التسلح في المنطقة وسيهدد التوازن القائم، داعياً إلى ضرورة استخدام كل الأساليب لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وأكد يعلون أنه لا يكفي ما يقوم به المجتمع الدولي الآن من عقوبات اقتصادية وسياسية ضد إيران، ويجب استخدام القوة أيضاً لوقف هذا المشروع الذي يعدّه من أكبر وأخطر التهديدات على أمن إسرائيل الاستراتيجي.
(رويترز، إرنا، أ ف ب، الأخبار)