«وكالة الطاقة» تغلق التحقيق بشأن الأبعاد العسكرية

  • 0
  • ض
  • ض

أقفلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً، أمس، الملف المتعلق بالبعد العسكري السابق للبرنامج النووي الإيراني، وهي خطوة حاسمة تزيل عقبة رئيسية للبدء بتنفيذ الاتفاق النووي المبرم في تموز، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. وبذلك تختتم الوكالة الدولية تحقيقها المستمر منذ 12 عاماً، بعدما كانت قد أصدرت، الشهر الماضي، تقريراً يلمّح إلى أن إيران امتلكت في الماضي برنامجاً سرياً للأسلحة النووية حتى عام 2003، ولكنها لم تجد دليلاً على أنشطة متصلة بالأسلحة بعد عام 2009. وقد نصت خريطة الطريق التي اعتمدت في تموز على هذه الخطوة، على أن تكون نقطة الانطلاق الرسمية لتنفيذ الاتفاق النووي وبالتالي رفع العقوبات على إيران بالتوازي مع بدء إيران بتطبيق ما يجب عليها في إطار الاتفاق النووي. وكانت إيران قد حذرت من أنه إذا لم يُغلَق هذا الملف، فإنها لن تطبق بنوداً رئيسية من الاتفاق النووي الذي أبرمته مع مجموعة "5+1"، لخفض نشاطاتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. وفي انتصار رمزي لإيران، وافق مجلس محافظي الوكالة الدولية بالإجماع على قرار يغلق رسمياً التحقيق، لكنه يسمح أيضاً لمفتشي الوكالة بمواصلة الرقابة على أنشطة إيران النووية. وقال دبلوماسي، في الاجتماع المغلق لمجلس محافظي الوكالة في رسالة نصية إنه "تمّ الاتفاق"، مضيفاً أن القرار صدر بالإجماع، وهو ما يعني عدم اعتراض أحد عليه. ورحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بقرار الوكالة الدولية، مؤكداً أن "هذا القرار يتجاوز مجرد إغلاق قضية ما يسمى البعد العسكري المحتمل، إذ يلغي القرارات الـ12 السابقة التي أصدرها مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي حدّت بشكل كبير من برنامج بلادنا النووي".

رحب ظريف بالقرار، إذ يلغي القرارات الـ12 السابقة الصادرة عن الوكالة
وقبل إعلان قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس، صرّح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بأن "خروج الملف النووي الإيراني من جدول أعمال مجلس حكام الوكالة الدولية، هو إنجاز عظيم جداً وقد حصلنا عليه بالحنكة السياسية وسجلنا انتصاراً". وأضاف أن "بإمكان إيران أن تكون نموذجاً للآخرين". من جهته، قال رئيس لجنة متابعة تنفيذ خطة العمل المشترکة بين إيران و"5+1" عباس عراقجی، إن "أي قارئ محايد للتقرير سيصل إلی قناعة أن (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا) أمانو رد کل الاتهامات التي وُجهت إلى النشاط النووي الإيراني طوال الاثنتي عشرة سنة الماضية، والتي ذكرت أن البرنامج النووي يحتوي علی أبعاد عسكرية"، وأضاف: "نعتقد أن تقرير أمانو کتب بشكل فني ومحترف للغاية". وأشار عراقجي إلی أن "تقرير أمانو کان وسطياً، وأکد خلاله أن الاتهامات التي وجهت بشأن النشاط العسكري في البرنامج النووي الإيراني لم تتجاوز حد البحوث والدراسات، ما يدعم التقرير الموقف الإيراني بهذا الخصوص". وأوضح عراقجي أن کل قرارات الحظر التي صدرت ضد إيران، خلال السنوات الماضية، ستلغی بالتصديق علی القرار. من جهة أخرى، صرح عراقجي بأن إيران قد تسلمت، في وقت سابق، كمية الكعكة الصفراء التي كان من المقرر أن تستلمها من روسيا، موضحاً أن هذه الكمية هي موجودة في إيران حالياً. وقال عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني إنه بعد إغلاق ملف الأبعاد العسكرية المحتملة في البرنامج النووي الإيراني "ستدخل إيران في مرحلة تغيير مفاعل آراك النووي، ونقل المواد المخصبة (إلى الخارج) وتسلّم الكعكة الصفراء، علماً بأن إيران قد تسلمت في السابق كمية الكعكة الصفراء المقررة من روسيا وأن هذه الكمية موجودة في إيران حالياً". وأضاف مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، أن "الوثيقة الرسمية المتعلقة بتحديث مفاعل آراك قد وقعت عليها إيران والدول الست، لكن هذا الأمر لم يصبح عملانياً بشكل رسمي حتى الآن". في السياق ذاته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوری أن إغلاق "ملف الشق العسكري المحتمل" (بي ام دي) يعد نقطة مهمة في مسار تنفيذ "خطة العمل المشترك الشاملة". (الأخبار، رويترز، أ ف ب)

0 تعليق

التعليقات