معمر عطويوأشارت هذه الوثيقة إلى أن سفير المملكة لدى واشنطن عادل الجبير ذكّر بأن الملك عبد الله دعا الولايات المتحدة «مراراً إلى ضرب إيران لوضع حدّ لبرنامجها النووي». وأضاف أن الملك نصح الأميركيين بـ«قطع رأس الأفعى» (إيران). وشدد على أنه ينظر إلى التعاون مع الأميركيين لكبح نفوذ طهران في العراق كأولوية استراتيجية بالنسبة إلى حكومته.
وبيّنت الوثيقة أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل هو أكثر ميلاً إلى تشديد العقوبات بدلاً من الخيار العسكري. وعن برامج التسلح النووي في المنطقة، أكد الملك السعودي، خلال لقاء مع مسؤول أميركي بحسب مذكرة تعود إلى شهر شباط الماضي، أنه «إذا تمكّنت إيران من تطوير أسلحة نووية، فإن الجميع في المنطقة سيقومون بالأمر نفسه، بما في ذلك السعودية».
أما وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وهو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، فقد ذكر خلال لقاء مع وزير المال الأميركي تيوثي غايتر، في تموز 2009، أن «حرباً تقليدية مع إيران على المدى القريب أفضل، كما هو واضح، من التداعيات الطويلة المدى لحصول إيران على السلاح النووي». وكتب دبلوماسي في التاسع من شباط 2010 أن وليّ عهد أبو ظبي «يرى أن منطق الحرب يسود المنطقة، وهذه القراءة تفسر هاجسه في تعزيز قوات الإمارة».
ونقلت الوثائق عن محمد بن زايد قوله، في 2005، إنه يؤيّد عملاً عسكرياً ضد إيران. لكنه قال عام 2006 عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «هذا الرجل سيقودنا إلى الحرب».
وأشارت الوثائق إلى أن حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، لا يؤيّد أبداً أيّ عمل عسكري ضد إيران، ويتخوّف من النتائج «الكارثية» لعمل من هذا النوع على مستوى المنطقة، وذلك في تقرير يعود إلى عام 2007.
بدوره، أعلن الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، مطلع تشرين الثاني 2009، للجنرال بترايوس، أن البرنامج النووي الإيراني «يجب أن يتوقف»، معتبراً أن «مخاطر السماح باستمرار (البرنامج) أكبر من مخاطر وقفه».
ونقلت «ويكيليكس» أيضاً عن وزير الداخلية الكويتي جابر الخالد الصباح، في شباط الماضي، أنه مقتنع بأن «الولايات المتحدة لن تتمكن من الحؤول دون نشوب نزاع مسلح مع إيران إذا ما كانت جدية في نيّتها منع إيران من الحصول على القدرات النووية».
غير أن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني وصف من جهته العلاقة بين بلاده وإيران قائلاً «إنهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم»، وذلك خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأميركي دانيال بونينان، في العاشر من كانون الأول 2009.
إلا أن أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني خفّف من أهمية المخاوف من انتشار السلاح النووي، قائلاً، بحسب تقرير في شباط الماضي، إن «هذه المخاوف هدفها إخافة إيران».
وفي ما يتعلق بإيران والعراق، أظهرت وثيقة مؤرخة في نيسان 2009، صادرة عن السفارة الأميركية في بغداد، أن «وزارة الخارجية العراقية تزوّد منذ عام 2008 السفارة (الأميركية) بأسماء الدبلوماسيين الإيرانيين طالبي تأشيرات الدخول (إلى العراق) بغرض التدقيق فيها».
وتابعت الوثيقة، نقلاً عن الأميركيين، أنه «في كانون الثاني 2009، قبل البدء بعملية التدقيق، زوّدتنا الخارجية العراقية قائمة تضم 35 اسماً لدبلوماسيين إيرانيين دخلوا العراق، وبين هؤلاء ثمانية يرتبطون بالحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والأمن».
كذلك تشير إحدى الوثائق إلى تلميح فرنسي بضرب إيران. وتنقل عن مستشار الرئيس الفرنسي، جان ديفيد لافيت، تلميحه إلى إمكان ضرب إيران. ويقول خلال اجتماع في عام 2009 إلى أن النظام الإيراني «فاشيّ، وقد حان الوقت لنقرر الخطوة التالية».
من جهة أخرى، تشير وثيقة صادرة بتاريخ 13 تشرين الثاني 2009 إلى أن «مساعدات إيران لعملائها العراقيين تقدّر بين مئة ومئتي مليون دولار سنوياً، بينها 70 مليوناً للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي ومنظمة بدر».
كذلك توضح أن الحرس الثوري الإيراني «ينشط بفعالية» في العراق، حيث يقوم بعمليات «تجسس تقليدية» ويدعم المجموعات «الأكثر عنفاً».
وتشير الوثيقة إلى «تمتّع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، الناشط في العراق، بعلاقات وثيقة مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي ورئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري ورئيس البرلمان إياد السامرائي».
وأشارت وثائق نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى أن واشنطن طلبت من الصين منع كوريا الشمالية من تسليم إيران قطع صواريخ، غير أنها أبدت خيبة أملها لقلة تجاوب بكين مع هذا الطلب.
وأوردت الصحيفة برقية دبلوماسية تعود إلى عام 2007 تعرض فيها الولايات المتحدة على الصين تفاصيل عملية تسليم قطع صواريخ كان من المفترض أن تمر عبر بكين، مطالبة الصين بـ«ردّ مناسب».
وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإن الدبلوماسيين تلقّوا تعليمات بنقل المخاوف الأميركية «على أعلى مستوى ممكن». وتابعت الوثيقة أن «الولايات المتحدة تعتقد أن انتشار التكنولوجيا المرتبطة بهذه الصواريخ سيزداد بين كوريا الشمالية وإيران، وأن البلدين سيسعيان إلى تحقيق عمليات نقل التكنولوجيا عبر الأراضي الصينية».
وتضمنت البرقية التي حصلت عليها ويكيليكس قائمة بـ11 عملية تسليم يعتقد أنها حصلت عبر مطار بكين في طائرات ركاب مدنية كورية شمالية وإيرانية، ويعتقد أن كوريا الشمالية نقلت خلالها إلى إيران أجنحة معدّة للصواريخ.
كذلك نقلت البرقية الاستياء الأميركي من عدم تجاوب الصين مع مطالب سابقة. وأشارت إلى أن واشنطن تتوقع زيادة «كبيرة جداً» في هذه النشاطات.
وأشارت وثائق أخرى نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الاستخبارات الأميركية على اقتناع بأن إيران حصلت من كوريا الشمالية على 19 صاروخاً فائق التطور من طراز «ار ـــــ 27» الروسي.