موسكو ــ حبيب فوعانيوسَّع الكرملين مجال تطبيق العقوبات الأممية ضد إيران، فبعد المرسوم الرئاسي، الصادر في 22 من الشهر الماضي، والذي يحظر تزويد إيران بمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية «إس-300» والطائرات والمروحيات والسفن الحربية والمدفعية الثقيلة، أصدر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، مرسوماً آخر أول من أمس، يحظر فعلياً التعامل مع الهيئات المصرفية الإيرانية.
فإضافة إلى الاستثمارات الإيرانية في استخراج اليورانيوم وإنتاج المواد والتكنولوجيا النووية على الأراضي الروسية، يمنع المرسوم الجديد «أي نشاط تجاري أو مالي في حال الاشتباه بارتباطهما بالبرنامج النووي (الإيراني)».
وإذا كان المرسوم الأول لم يُبق لإيران سوى الرفوش والشاحنات والمعاطف العسكرية ممّا يمكن شراؤه في روسيا، حسبما رأت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، فإن المرسوم الثاني يعني في حقيقة الأمر قطع التعاملات مع «البيزنس» الإيراني.
فالمرسوم يحظر فتح فروع جديدة أو أقسام أو ممثليات للمصارف الإيرانية أو إنشاء مؤسسات مشتركة معها. ويمنع المصارف الروسية من إجراء تحويلات للمصارف الإيرانية.
ويرجّح الخبير الروسي بافل مدفيديف، أن تمس العقوبات مصرف «ملي» الايراني، الوحيد الذي له فرع في روسيا، وأن تنعكس على كل الهيئات المصرفية والمالية الروسية المرتبطة بإيران.
لكن مدير معهد «دراسات إيران المعاصرة»، رجب صفاروف، يؤكد أن المصرف لن يتضرّر بالعقوبات السياسية لأنه يقوم بمهمات تمثيلية فقط، إضافة إلى تحويلات رسوم التأشيرات وتحويلات الطلاب.
ويذكِّر عضو المجلس الاجتماعي الروسي، مكسيم شيفتشينكو، في تعليقه على العقوبات الروسية بأن «لإيران علاقات مباشرة مع أرمينيا وتأثيراً قوياً في الوضع في أذربيجان ونفوذاً في جنوب القوقاز»، متسائلاً «كيف يمكن إقامة صداقة مع أميركا والتخاصم مع دولة جارة».
من جهة ثانية (يو بي آي، أ ف ب)، أعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن تفاؤله بأن تفرج إيران عن الأميركيين شاين باور وجوش فتال، اللذين لا يزالان محتجزين لديها بتهمة التجسس، مؤكداً مواصلة الجهود لضمان الإفراج عنهما.
وذكر بيان للبيت الأبيض، أن أوباما التقى أول من أمس، خطيبة باور، سارة شورد، التي أفرجت عنها السلطات الإيرانية بعد احتجازها لأكثر من عام، الى جانب والدات الثلاثة.
وقال أوباما «نبقى متفائلين بأن تظهر إيران مجدداً الرأفة وتفعل الصواب بأن تضمن العودة الآمنة لشاين وجوش وجميع الأميركيين المفقودين أو المحتجزين».
في المقابل، رأت طهران في العقوبات التي فرضتها واشنطن على ثمانية مسؤولين إيرانيين، دعماً للاضطرابات التي حصلت في إيران. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، إن هذا الإجراء «يثبت أن أميركا تساند الاضطرابات والممارسات المخالفة للقوانين التي حصلت داخل البلاد وتشجع على مثل هذه الأعمال».
وذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن وزارة الخارجية استدعت السفيرة السويسرية لدى طهران ليو آغوستي، وسلمتها «اعتراضاً شديد اللهجة على خلفية العقوبات الأميركية على ثمانية من المسؤولين الإيرانيين».