تبقى ديلما روسيف المرشحة الأوفر حظاً للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية البرازيلية، ولكن الخاتمة ليست مكتوبة سلفاً
بول الأشقر
حلّت ديلما روسيف، مرشحة «حزب الشغيلة» في مقدمة المرشحين في الانتخابات الرئاسية البرازيلية، بعدما حصدت 46،9 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية في البرازيل، يليها مرشح «الحزب الديموقراطي الاشتراكي» جوزي سيرا بـ32،6 في المئة، فيما فرض عدد أصوات مارينا سيلفا المنشقة عن «حزب الشغيلة»، مرشحة «حزب الخضر»، التي نالت أكثر من 19 في المئة، إجراء دورة أخرى حاسمة بعد أربعة أسابيع.
وأتت النتائج شبيهة إلى حدّ بعيد بنتائج الدورة الأولى لانتخابات عام 2006. وقد حصل حينها الرئيس البرازيلي الحالي، لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا، على 48،6 في المئة من الأصوات أمام جيرالدو ألكمين من حزب سيرا، الذي نال في حينه 41،6 في المئة وهيلوييزا هيلينا عن «حزب الاشتراكية والحرية»، المنشقة أيضاً عن «حزب الشغيلة»، 6،9 في المئة.
وشكلت النتيجة نصف إحباط في صفوف حملة ديلما، ونصف نشوة في أوساط حملة خصمها. وكانت استطلاعات الرأي قد رصدت في الأسابيع الأخيرة تراجعاً لشعبية ديلما بسبب فضائح فساد في أوساط مقربة منها، وخصوصاً نتيجة حملة «قذرة» عليها، اتهمتها بالإلحاد وبتأييد الإجهاض وزواج المثليين، ما ألحق ضرراً بشعبيتها في صفوف النساء الإنجيليات والإنجيليين، الذين يشكلون نحو 20 في المئة من البرازيليين وهم محافظون ومتجذرون خصوصاً بين الفقراء. كذلك فضل عدد كبير من الناخبين «الخيار الثالث»، ليس بالضرورة تأييداً لطروحات الخضر، بل للهروب مما رأوا فيه «تجاذباً عقيماً» بين ديلما وسيرا، وكلاهما يفتقر إلى الكاريزما. وبعد أربعة أسابيع، سيكون عليهم أن يختاروا «بين شرين».
وستجري الدورة الثانية بين ديلما روسيف، التي حصلت على أكثر من 47 مليون صوت وجوزي سيرا الذي نال 33 مليون صوت، في 31 من الشهر الجاري. والرهان الآن هو على كسب ناخبي مارينا سيلفا، الذين تحولوا في الواقع إلى مفتاح نتيجة الدورة الثانية.
وفور صدور النتائج، بدأ سيرا وروسيف يغازلان ناخبي مارينا، وكان لافتاً كيف بدآ فوراً النطق بـ«الطروحات البيئية».
وتحتاج ديلما للفوز في الدورة الثانية، إلى ثلث الأصوات التي توزعت على المرشحين السبعة الباقين، أي 7 ملايين صوت من أصل 21 مليون صوت، منهم نحو 20 لمارينا، فيما يحتاج سيرا إلى ثلثيهما أي نحو 15 مليون صوت إضافي.
إلاّ أن بعض المحللين يرون أن الدورة الثانية هذا العام قد تختلف عن سيناريو عام 2006، عندما حصل لولا على 60 في المئة من الأصوات لأن «ديلما ليست لولا، كما أن سيرا ليس ألكمين». والمقصود أن «المحك» هذا العام هو في غير معسكر عام 2006، وأن الدورة الثانية بمناظراتها بين مرشحين لا غير ستكون مؤاتية ليظهّر سيرا تفوقه الشخصي وخبرته على ديلما. أما الموالون للرئيس الحالي، فيرون العكس، لأنه بعد إتمام انتخابات الكونغرس وحاكميات الولايات، سيتفرغ لولا لانتخابات الرئاسة، والمواجهة بين اثنين لا غير ستسمح بمقارنة أدق – وهي لمصلحتهم – بين إنجازات حكم لولا وإنجازات سلفه الذي ينتمي إلى نفس حزب جوزي سيرا.
من الصعب التكهن بالآتي عشية الحملة الانتخابية الجديدة وقد تأتي بمفاجآت، إلا أن ديلما تبقى المرجحة للفوز ولو كانت الخاتمة غير مكتوبة سلفاً لأن الفارق بينها وبين سيرا سيضيق.
أما نتائج انتخابات الكونغرس، فأتت لمصلحة ائتلاف ديلما الذي نال الاكثرية في المجلسين. في المجلس النيابي حصل ائتلاف «من أجل الاستمرار في تغيير البرازيل» على 311 نائباً من أصل 513، فيما نال «ائتلاف سيرا – البرازيل تستطيع أكثر» على 136 مقعداً، أي إن الأكثرية المؤيدة لحكم لولا قد توسعت. أما على مستوى مجلس الشيوخ، الذي جدّد أول من أمس ثلثي أعضائه، فتغيّرت الأكثرية. وأصبحت حصة ائتلاف ديلما 48 مقعداً من أصل 81، فيما تراجع عدد الشيوخ المؤيدين لسيرا إلى 25.