واشنطن ـ محمد سعيدكشف تقرير لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي أن غياب إشراف وزارة الدفاع «بنتاغون» على عمليات الحراسة من شأنه أن يعرّض القواعد والعسكريين الأميركيين وشركات الأمن الأميركية والغربية الخاصة للوقوع في شرك صفقات أمنية مع أمراء حرب أفغان وثيقي الصلة بالمسلحين الأفغان.
وقال التقرير، الذي صدر في الذكرى السنوية التاسعة للحرب، إن الجيش الأميركي لا يكاد يكون لديه معلومات مستقلة عن الأفغان الذين يحرسون القواعد، وهم موظفون في شركات أفغانية، اختارتها كشركات من الباطن مؤسسات غربية حصلت على عقود أمنية مع «بنتاغون».
ووجد محققو اللجنة أن العسكريين في قاعدة جوية أميركية كبيرة في غرب أفغانستان لا يعرفون أسماء رؤساء الشركات الأفغانية التي تتولّى عملية تأمين القاعدة.
ولفت التقرير إلى أنه ثبت أن عناصر أمنية أفغانية خاصة استُأجرت لحراسة قواعد أميركية في أفغانستان على علاقة بحركة «طالبان» وشبكات إجرامية والاستخبارات الإيرانية، بما يعرّض الجنود الأميركيين لهجمات مفاجئة، ويربك عملية القتال ضدّ المسلحين.
وأوضح أن بعض الأفغان الموظفين بواسطة شركة «إي أو دي تكنولوجي»، التي حصلت على عقد حماية مركز تدريب لضباط الشرطة الأفغان في أدراسكان بالقرب من شينداد كانوا يسربون معلومات إلى إيران.
وقالت اللجنة في تقريرها إنها تسلمت معلومات استخبارية من وكالة الاستخبارات العسكرية بشأن أفغان يعملون مع الشركة متورطين في أنشطة تضرّ بالمصالح الأميركية في المنطقة. وكشف محققو اللجنة أنهم راجعوا أكثر من 125 عقداً أمنياً وقعتها وزارة الدفاع في الفترة ما بين 2007 و 2009.
وذكر التقرير أن عدد المتعاقدين الأمنيين في أفغانستان حتى نيسان الماضي يصل إلى 112 ألفاً، أكثر من 26 ألفاً منهم من الحرس المسلحين، ومعظمهم من الأفغان وذوو صلة بميليشيات تابعة لأمراء الحرب ورموز أفغانية قوية خارج سيطرة الجيش الأميركي أو الحكومة الأفغانية.
وأصدر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ردّاً على التقرير أقرّ فيه بمعرفة «بنتاغون» بالمشاكل، وقال إن الوزارة كوّنت قوة مهمّات جديدة لمراجعة إجراءات التعاقد في أفغانستان وفحصها.
وتزامن الكشف عن ذلك مع تقرير كشف ارتفاع خسائر قوات التحالف في أفغانستان بعد 9 سنوات من الحرب إلى 2134 قتيلاً. وقال موقع «أي ـــــ كاجيوالتيز» الأميركي الإلكتروني إن حصة الولايات المتحدة من تلك الخسائر 1321 قتيلاً، تليها بريطانيا بواقع 339 قتيلاً.
ووفقاً لهذه الإحصاءات، ارتفعت حصيلة الخسائر في صفوف القوات الأميركية من 12 قتيلاً عام 2001 إلى 374 عام 2010، بما يعكس زيادة كبيرة في حدّة مقاومة «طالبان». وأشارت إلى تزايد عدد التفجيرات التي نفذها المسلحون الأفغان من 4 عام 2002 إلى 298 عام 2010.