تختلف أقوال وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، بشأن إمكان التوجه إلى مجلس الأمن الدولي إذا تعمق مأزق المفاوضات مع الإسرائيليين، عمّا يقال عن أهداف رحلته القصيرة إلى إسرائيل والأردن وزيارته الخاطفة لتركيا
باريس ــ بسّام الطيارة
أطلق وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، عشية سفره برفقة وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس إلى المنطقة، تصريحات لا تستبعد «التوجه إلى مجلس الأمن الدولي كملاذ أخير»، إذا بقيت العملية السلمية عالقة، في محاولة منه لطمأنة الفلسطينيين.
إلا أن المراقبين يتفقون على أن هدف الزيارة «أولاً وأخيراً هو الضغط على الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) لعدم قلب الطاولة والخروج من لعبة التفاوض»، التي يتفق أيضاً هؤلاء على عبثيتها.
وتؤكّد مصادر مطلعة على أن هدف الزيارة هو «الإحاطة بوضع المفاوضات»، وهو ما يفسره المراقبون بأنه «جسّ نبض القيادة الفلسطينية بعد فشل أول جولة» مفاوضات.
وعندما تقول المصادر المقربة من ملف الشرق الأوسط إن «الوقت يلعب ضد السلام» وتتحدث عن «الإحساس بالقلق»، فالهدف من هذه التصريحات تأكيد ضرورة «إبقاء خيط التفاوض ممدوداً»، وإن كان لا يفضي إلى أي هدف.
من جهته، لا يتردد سفير عربي في باريس، خلال محاولته شرح أسباب الزيارة، بالقول: «لقد أخرج الأميركيون الاتحاد الأوروبي من الباب وهم يريدون العودة من النافذة».
في المقابل، تنفي مصادر مقربة من مكتب وزير الخارجية الفرنسي هذا التوصيف للعلاقات بين واشنطن وأوروبا، وتشير إلى أن أهداف الزيارة القصيرة هي «لقاء كل العناصر الفاعلة».
وفي السياق، يضع أكثر من مصدر «اللوم على ضيق الوقت لتبرير عدم شمل غزة ببرنامج الزيارة»، فيما ينفي أيضاً أكثر من مصدر «وجود ممانعة إسرائيلية».
من جهته، يوضح أحد الخبراء المقربين من الملف أن البحث اليوم يترتب على إيجاد «آلية جديدة لإكمال العملية السلمية». ويعترف الخبير بأنه «لا يمكن السعي نحو السلام في المنطقة من دون الولايات المتحدة»، إلا أنه يكشف بعض خفايا محرك هذه الزيارة عندما يستطرد بالقول «إن واشنطن لا تستطيع الاستفراد بالعملية السلمية»، وفي ذلك أفضل إشارة إلى أن أوروبا التي «تدفع الكثير لا تستطيع الاكتفاء بالدفع»، وتريد ولو بالقوة أن تشق طريق عودتها إلى العملية السلمية.
ومن أهداف الزيارة أيضاً تأكيد حضور المدعوين للقمة، التي دعا إليها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في باريس، والمنتظر أن يحضرها كل من بنيامين نتنياهو ومحمود عباس إلى جانب وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون.
ورغم أن هدف هذه القمة هو «إنقاذ قمة برشلونة للاتحاد من أجل المتوسط»، إلا أنه لا أحد يستطيع أن يضع حضور كلينتون اللقاء في باريس وغياب مصر إلا في إطار «الضغط على محمود عباس»، وخوف القاهرة «من عدم ربط القمة بنتائج» في مسار العملية السلمية.
وبالطبع لن يستطيع كوشنير عدم القيام بمبادرة في إطار «العمل الإنساني»، فهو قرر أمس الاجتماع مع المجتمع المدني الفلسطيني والإسرائيلي في فندق داوود في وسط القدس المحتلة. كذلك إن مصادر مقربة منه أعربت عن «رغبته في زيارة عائلة جلعاد شاليط إن سمح له الوقت القصير»، الذي يمضيه في الدولة العبرية قبل أن ينطلق إلى عمان، حيث ينتظره وموراتينوس الرئيس الفلسطيني ليسمع منهما تشجيعاً على التنازل والبقاء في العملية السلمية.