موسكو ــ حبيب فوعانيخلال لقائه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، صرّح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بأنّه جاهز مع «رفاقه»، الذين استقبلوه في مينسك، «لبناء بديل للإمبريالية». وأضاف، في ختام اللقاء، أنّ مصافي النفط البيلاروسية «لن ينقصها النفط خلال الأعوام المئتين المقبلة»، فأجابه نظيره البيلاروسي بالشكر «ليس من أجل النفط، بل للشمس التي جاء بها من فنزويلا». وقد وُقّع عقد بين بيلاروسيا وفنزويلا يقضي بأن تصدّر كراكاس إلى مينسك في الفترة ما بين عامي 2011 و2013 ثلاثين مليون طن من النفط. ورأى تشافيز، الذي يزور أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، أنّ «القدرة على تصدير النفط إلى قلب أوروبا أمر مهم استراتيجياً بالنسبة إلينا، فذلك يسمح بفتح طرق جديدة لإمدادات النفط».
ونوّه الرئيس الفنزويلي بالوعد البيلاروسي بمدّه بالتكنولوجيا والمنتجات البيلاروسية، وأشار إلى أنّ ذلك لا يقدّر بثمن «وخاصة في هذا العالم، حيث تسود الأنانية وتهيمن الشركات العابرة للقارات».
وجرت مباحثات لوكاشينكو وتشافيز على خلفية تدهور حاد لعلاقات بيلاروسيا مع روسيا، التي تصدّر إلى جارتها السلافية معظم موارد الطاقة. وكان الرئيس البيلاروسي قد اتهم موسكو مراراً بالقيام بخطوات غير ودّية تجاه بلاده و«التطاول» على سيادة بيلاروسيا. وقال إنّ مشروع إنشاء الدولة الاتحادية بين بيلاروسيا وروسيا لم يعد مثمراً.
من ناحيتها، ردّت موسكو بعرض القنوات التلفزيونية الفدرالية الروسية أفلاماً وثائقية انتقدت بحدّة لوكاشينكو. واتهمه الرئيس ديميتري مدفيديف بإطلاق تصريحات معادية لروسيا على أبواب الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا، مؤكداًَ أنّ علاقات البلدين لن تعود إلى سابق عهدها.
وكان مدفيديف قد شكر نظيره الفنزويلي خلال استقباله في الكرملين، قبل أيام، على اعتراف بلده باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وقال «إنّ الأصدقاء الحقيقيين يتصرفون هكذا، عندما يعِدون ينفذون ولا يثرثرون بشأن ذلك»، ملمّحاً إلى لوكاشينكو.
وكان تشافيز قد أجرى مباحثات في العاصمة الروسية أُعلنت خلالها خطط لشراء شركة «تي إن كا ـــــ بي بي» الروسية ـــــ البريطانية لأصول شركة «بريتيش بتروليوم» في فنزويلا. ووُقّع عقد ستبني بموجبه روسيا أول محطة كهرونووية على الأراضي الفنزويلية. وحسب رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الروسية «روس آتوم» سيرغي كيريينكو، فإنّ المشروع يمكن أن ينجز في مدة لا تتعدى عشرة أعوام.
ولم يمر الخبر مرور الكرام في واشنطن، إذ اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي أنّ بلاده تتابع «عن كثب» التعاون الروسي ـــــ الفنزويلي في المجال النووي، مشدداً على أن يحصل ذلك في إطار الاتفاقيات الدولية التي تحدّ من انتشار الأسلحة النووية.