خاص بالموقع - بعد مرور تسعة أعوام على إحدى أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة، يوشك الأميركيون على انتخاب كونغرس جديد من دون أن يثور جدل يذكر بشأن الصراع المستمر في أفغانستان.وفيما ثمة بضعة مرشحين، منهم تومي سويرز عضو القوات الخاصة الأميركية سابقاً، وآدم كينزينجر طيار المقاتلات السابق، يتناولون الصراع في حملاتهم الدعائية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي تجري في الثاني من تشرين الثاني المقبل، فإن دراسات مسحية تظهر أن قلة قليلة من الناخبين هي التي ترى في حرب أفغانستان باعثاً على القلق.
ووجد استطلاع للرأي هذا الأسبوع أجرته «رويترز» بالاشتراك مع مؤسسة «ابسوس» أن الأميركيين يصنفون حرب أفغانستان في ذيل قائمة من سبع قضايا يجب أن يتعامل الكونغرس معها في عام 2011.
وقال ديفيد كريمر، وهو عامل متقاعد من مصنع للصلب «لا بد أن يكون هناك جدل دائر على الأقل. حان الوقت للخروج من تلك الدول».
وأضاف «في كل أسبوع ندفن جندياً جديداً، لا يمكن أن نكون شرطي العالم».
من جهة ثانية، قالت محللة الرأي العام في معهد «أميركان انتربرايز»، كارلين بومان، «تستطيع أن تستوعب حقاً لماذا لا يتحدث أي من الحزبين عنها كثيراً». وأضافت «بالنسبة للرئيس فإنها سلبية داخل حزبه، ولهذا لا نسمعه يتحدث عنها»، لكن الجمهوريين «ليسوا غير راضين عن أوباما» في ما يتعلق بالحرب.
وتختلف قلة اهتمام الناخبين بالحرب قبل هذه الانتخابات اختلافاً كبيراً عن الوضع قبل أربعة أعوام، حين فقد الجمهوريون في عهد الرئيس آنذاك جورج بوش السيطرة على الكونغرس إلى حد كبير بسبب الاستياء من حرب العراق.
وإذا خسر الديموقراطيون السيطرة على مجلس من مجلسي الكونغرس أو الاثنين معاً في الثاني من نوفمبر، وهو احتمال حقيقي، فإن السبب على الأرجح سيكون غضب الناخبين من الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة وخطة إنقاذ بورصة وول ستريت الهائلة التي وضعتها الحكومة.
وجعلت قلة من المرشحين من أفغانستان فكرة متكررة في حملاتها الانتخابية. ويحاول سويرز مرشح الحزب الديموقراطي من ميزوري وعضو القوات الخاصة سابقاً، إطاحة نائب جمهوري عضو عن هذه المنطقة منذ فترة طويلة. ويبيع سويرز قبعات بسيسبول مموهة لجمع الأموال ويتحدث عن الحرب.
وقال في إحدى مناظراته «سأكون عضو القوات الخاصة الوحيد في الكونغرس». وأضاف «سأستخدم هذا الوضع لإنهاء هاتين الحربين وإعادة قواتنا الى الوطن والاستثمار هنا في الريف الأميركي».
ويحاول كينزينجر الجمهوري من إيلينوي أن يغزل قصته الشخصية في كل مرة يظهر فيها خلال الحملة الانتخابية متحدثاً عن كيفية انضمامه للقوات الجوية بعد 11 أيلول والمهام التي قام بها في العراق وأفغانستان.
لكن الكثير من المرشحين لا يلحّون في قضية الحرب. وحتى اليوم لم يكن عضو الحزب الديموقراطي الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، ايك سكلتون، قد حدّث الصفحة الخاصة بأفغانستان على موقع حملته على الإنترنت لعدة أشهر. وما زالت صفحته تشير الى الجنرال ستانلي ماكريستال الذي ترك منصبه في حزيران بوصفه قائد القوات الأميركية في أفغانستان.
وقال المسؤول المحلي في الحزب الديموقراطي في ميرسر ببنسلفانيا، كن أمان، إن الحرب لم تُطرح في الحملة الانتخابية «لأن الجمهوريين عموماً يدعمون نهج أوباما فيما يعارضون الموعد الذي حدده في 2011 لبدء سحب القوات من البلاد».
وأضاف «يجب أن يتحدث الناس عنها. ثمة من يموتون هناك في الوقت الذي ما كان يجب أن نكون فيه هناك».

(رويترز)