بول الأشقر خاص بالموقع- بعد أسبوع على اكتشاف أولى عوارض وباء الكوليرا في منطقة أربونيت في وسط هاييتي، وصل عدد المتوفّين بسبب المرض حتى الآن إلى 220 مواطناً، بينما قد تأتي الأيام المقبلة بالأسوأ مع تخطّي عدد المصابين الـ2700. ويرجح أن يكون تلوّث نهر أربونيت هو سبب انتشار الوباء الذي تحررت منه هاييتي منذ أكثر من قرن. وهذا الواقع يعني في أحسن الأحوال أن رقعة الوباء ستتّسع قبل أن يستقر الوضع، بما أن أهل هاييتي يفتقرون إلى المناعة إزاء مرض لم يعرفوه من قبل.
وتدلّ آخر الأخبار على أنّ الوباء قد انتشر في عدة بلدات ومدن تقع بين أربونيت والعاصمة بورت أو برانس، حيث رصدت 5 إصابات لمواطنين آتين من أربونيت، وأيضاً بين أربونيت ومنطقة الحدود مع جمهورية الدومينيكان حيث يعيش أكثر من مليون مهاجر هاييتي.
ومنطقة أربونيت لم تتأثر كثيراً بالزلزال الذي أدى إلى مقتل نحو 300 ألف شخص في مطلع العام الجاري، إلا أنه لهذا السبب بالذات تحولت إلى منطقة لجوء للكثير من المهجَّرين الذين يعيشون الآن في مخيمات تتسع لأكثر من مليون شخص.
وقد زار الرئيس رينيه بريفال، برفقة وزيري الصحة والداخلية، المنطقة المصابة التي تعمل السلطات المحلية وقوات الأمم المتحدة لعزلها عن باقي البلد لمنع تفشي الوباء. وصدر عن الرئيس تعليق غريب قال فيه إن «الوباء مستورَد»، قبل أن يؤكد أنه لا يريد أن يحقق في مصدره «لأنه تصرُّف غير مسؤول وخطر». ثم حثّ السكان على التزام تعليمات النظافة المفروضة قائلاً: «ساعدوا أنفسكم وساعدوا دولتكم».
ويعدّ وباء الكوليرا المحصور بالجنس البشري، حالة من التهاب معدٍ بواسطة بكتيريا تنتقل بالمياه والأغذية الملوّثة، وأحياناً من تمازج مياه الشفة مع مياه الصرف الصحي. ومن عوارض الكوليرا، ارتفاع في الحرارة وتقيؤ وحالات إسهال غزيرة وعنيفة تؤدي إلى جفاف الجسم، وقد تنتهي بوفاة المريض خلال ساعات أو أيام قليلة إن لم يُعالَج بسرعة.
وقال وزير الصحة أليكس لارسن إن الجرثومة المنتشرة في هاييتي هي من الصنف الأخطر، فيما تتريث منظمة الصحة العالمية قبل الحديث عن وباء الكوليرا، وتكتفي حتى الآن بانتظار اكتمال الفحوص وعودة الفريق الخاص الذي سافر إلى هايتي لفحص «الوباء الإسهالي»، على حد تعبير الناطقة باسم المنظمة في جنيف فاضلة شعيب. ويخشى الخبراء أن تتفاعل ظروف حياة المخيمات في العاصمة وخارجها مع فقدان النظافة وتلوّث المياه ومحدودية الموارد الصحية لتوليد حالة ذعر قد تؤدّي إلى تفشي الوباء، ما يهدّد بجعل الوضع خارجاً عن السيطرة، ويخلّف مأساة صحية غير محسوبة النتائج.