لا تصوّتوا للمغتصب وقاتل الحيوانات وضارب النساء... وموزّع الفياغراديما شريف
«المتطرّفون الدينيون يحاولون سلبنا حريتنا في أفغانستان وإيران وهنا في وسط فلوريدا. دانيال وبستر حاول أن يسلب النساء حقّهن في العناية الطبية وتطليق الرجال الذين يضربوهن». إنّه إعلان «طالبان دان» الذي يموّله المرشح الديموقراطي لمجلس النواب آلان غرايسون ضد منافسه الجمهوري دانيل وبستر، ويشبّهه فيه بعناصر حركة طالبان. فعلى ما يبدو حاول وبستر تقديم قانون اختياري يسمح للمتزوجين بأن يرتبطوا بعقد «زواج ميثاقي» يصعب حلّه. لكنّ وبستر لم يكن يريد حماية الرجال الذين يضربون زوجاتهن، وهو كان يفكر من منطلقات محافظة ومتدينة فقط. لكن هذا لم يشفع لدى غرايسون الذي يريد بكل الوسائل ألّا يخسر مقعده لمنافسه، ولم يفلح في جعل التقدم في مصلحته بعدما ارتد إعلان «طالبان دان» عليه.
هذا واحد من الإعلانات الانتخابية التي تجتاح شاشات التلفزة في الولايات المتحدة. فقبل أيام على انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب والحاكمية، تستعر الحملة من المرشحين الذين لا يريدون تفويت فرصة ما لاستمالة الناخبين لمصلحتهم.
ويستغل بعض المرشحين أخباراً، تكون أحياناً غير صحيحة بالكامل عن منافسيهم، لتمويل إعلانات تشهّر بهم، وتؤبلسهم حتى، أملاً بتقويض حظوظهم يوم الانتخاب. هذا ما حصل مع المرشح لمنصب حاكم ايلينوي الجمهوري بيل برايدي. فهو حين كان سيناتوراً في مجلس الشيوخ المحلي، قدم مشروع قانون لتخفيف الكلفة المالية على ملاجئ الحيوانات في الولاية التي تعاني من ضائقة مالية. وكان اقتراحه أن تُقتل الحيوانات فيها دفعة واحدة عوض قتلها إفرادياً. لكنّه عاد وسحب المشروع بعدما تبيّن له أنّه لن يحظى بإجماع. لكن هذا لم يفت منافسه، الحاكم الحالي للولاية، الديموقراطي بات كوين. فموّل إعلاناً تظهر فيه نساء يعرّفن عن أنفسهم بأنّهن جمهوريات، يحملن كلاباً لطيفة وصغيرة، ويؤكدن أنّهن لن ينتخبن برايدي لأنّه «يريد قتل الحيوانات في غرف الغاز». ويقدم الإعلان القانون على أنّه يمثّل أولوية لدى برايدي.
الحملة الأشرس هي في نيفادا، بين الديموقراطي هاري ريد والجمهورية شارون آنغل
أما في ولاية تكساس، فقد موّل «تجمّع الحكام الديموقراطيين» إعلاناً ضد حاكم الولاية الحالي ريك بيري يظهره بأنّه يريد قتل الفتيات الصغار. ويظهر الإعلان يداً تلبس قفازاً أبيض تحاول حقن ساعد فتاة صغيرة بإبرة تحتوي «على دواء مثير للجدل ضد الأمراض المتناقلة جنسياً، يحاول الحاكم إعطاءها لكل فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً». وما حصل هو أنّ بيري كان يحاول في الماضي إمرار مشروع يقضي بإعطاء لقاح لكل تلميذات المدارس ضد فيروس الورم الحليمي البشري الذي يسبب سرطان عنق الرحم عند النساء، لكنّه لم ينجح في ذلك، لأن مشرّعي الولاية محافظون، ورأوا أنّ ذلك يشجع الفتيات على ممارسة الجنس، لأن الفيروس يمكن أن ينتقل جنسياً. وبدل أن يرحّب الديموقراطيون بجهود بيري الجمهوري، موّلوا الإعلانات ضده، فيما موّلوا في ولايات أخرى حملات ضد من عدّوهم لا يهتمون إذا أصيبت النساء بالسرطان.
لكن الحملة الأشرس، التي عدّها البعض «وضيعة»، هي في ولاية نيفادا، بين المرشحين الديموقراطي هاري ريد والجمهورية شارون آنغل، المدعومة من «حزب الشاي». فيتهم أحدهما الآخر بأنّه يساند المتحرّشين بالأطفال. فإعلان آنغل يقول إنّ «ريد صوّت مع استخدام أموال دافعي الضرائب لشراء دواء الفياغرا للمدانين بالتحرّش الجنسي بالأطفال والمغتصبين»، فيما يقول إعلان ريد «صوّتت شارون آنغل لحماية حق المتحرّشين في الخصوصية عوض حماية أطفالنا».
يستغل بعض المرشحين أخباراً عن منافسيهم لتمويل إعلانات تشهّر بهم
وفي الأيام الماضية، سحبت شبكة محطات «يونيفيجين» الناطقة بالإسبانية إعلاناً موّلته «لاتينيون مع الإصلاح»، وهي جماعة جمهورية، يطلب من الأشخاص من الأصول اللاتينية عدم التصويت. وعُدّ الإعلان محاولة لمنع ريد من الحصول على أصوات المهاجرين الذين يصوّتون له دائماً. وفيما لم تستنكر آنغل الإعلان وبقيت صامتة، ما عدّه البعض تأييداً له، تدخل الرئيس باراك أوباما بنفسه ليحاول مساعدة ريد، زعيم الغالبية الحالية في مجلس الشيوخ. ورأى بعض المراقبين أنّ هذا الإعلان يأتي تتويجاً لتصريحات آنغل العنصرية تجاه الجميع. فهي قالت إنّ «اللاتينيين يشبهون الآسيويين بالنسبة إلي»، و«الإرهاب يأتي من الحدود الشمالية»، أي كندا.
ويعتقد المستشار الإعلاني الجمهوري، براين نك، أنّ اللجوء إلى هذا النوع من الإعلانات يعود إلى رغبة لدى المتنافسين في تجنّب الخسارة، «فحين يصبح منافسك خياراً مقبولاً لكن بديلاً من الوضع القائم، فأنت في وضع صعب». أما المستشار الإعلاني الديموقراطي غاري ساوث، فيؤكد أنّ الوضع كان مماثلاً في الدورات السابقة، لكن هناك فرق بين «إظهار التناقضات لدى المنافسين وأبلستهم، كما يحصل اليوم».
هذه الإعلانات المتطرفة استطاعت أحياناً التأثير على الناخبين، لكنّها في أحيان أخرى ارتدّت سلباً على مموّليها. ويقول نك إنّ الجميع «لديه قنبلة نووية في ترسانته يريد استخدامها في الأيام الأخيرة من تشرين الأول. تسحب زر الأمان من القنبلة وتتمنى ألا تنفجر فيك»، لكن هذا يحصل. فإعلانات المرشح الرئاسي في 2008 جون ماكاين، التي روّجت أن أوباما مسلم ويشجع تعليم الصغار التربية الجنسية، ارتدّت عليه في النهاية.


من الإعلانات التي أثارت سخرية الديموقراطيين «أنا أنت» للمرشحة الجمهورية عن مقعد مجلس الشيوخ في ولاية ديلاوير، كريستين أودونيل. فبعدما قالت في إحدى المقابلات إنّها حاولت أن تكون ساحرة في الماضي، بدأ الديموقراطيون بالسخرية منها. ولوضع الأمور في نصابها، موّلت أودونيل إعلاناً تظهر فيه وهي تقول «أنا لست ساحرة، أنا أنت». أما منافسها كريس كونز، فموّل إعلاناً يظهر فيه كأنّه يضرب أودونيل وهي على الأرض، في إشارة منه إلى أنّه متفوّق عليها