خاص بالموقع- تواصل الهيئات الصحية في هاييتي عملها على احتواء وباء الكوليرا تزامناً مع دعوة الأمم المتحدة إلى اتخاذ الاستعدادات اللازمة خشية تفشّي الوباء. وأعلن المدير العام لوزارة الصحة غابرييل تميوتيه أن الوباء أدى حتى الآن إلى وفاة 259 شخصاً، فيما ادخل نحو 3340 إلى المستشفيات. وبذلك تكون قد سجلت ست وفيات منذ الأحد، علماً بإن عدد الإصابات المسجلة في اليوم السابق 30 وفاة. وقالت وزيرة الخارجية الهايتية ماري ميشال ري للصحافيين إن المرض «تم احتواؤه في منطقة محددة» في ارتيبونيت شمال البلاد وفي قسم من الهضبة الوسطى.
لكن في نيويورك، قال نايجل فيشر، منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في هاييتي «إن الوضع خطير للغاية، وبناء على خبرتنا مع الأوبئة في أماكن أخرى، سيكون تخلّياً عن المسؤول عدم الاستعداد لتفشي الوباء على نطاق اوسع»، محذراً من أن انتشار الوباء على مستوى البلاد «مع عشرات الآلاف من الإصابات إمكانية قائمة فعلاً».
وأضاف فيشر «نحن قلقون خصوصاً بشأن الوضع في بور او برنس وسكان الأحياء الفقيرة ومخيمات اللاجئين، لكننا نستعد كذلك لتفشي الوباء في سائر البلاد».
ويعيش مئات الآلاف في العاصمة في ظروف مزرية منذ الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في كانون الثاني/يناير.
وتنتقل الكوليرا اساساً عبر المياه الملوثة أو الطعام، ويمكن أن تتفشى بسرعة كبيرة حيث تنتشر المراحيض العامة بين المنازل، ويلعب الاطفال في الشوارع، ونادراً ما تتسنى لهم فرصة غسل أيديهم.
وشخّصت إصابة خمسة أشخاص فقط بالمرض في العاصمة حتى الآن، فيما أعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في بور او برنس أن المصابين وصلوا جميعهم من مركز انتشار الوباء في منطقة نهر ارتيبونيت.
ويُعتقد أن الإصابات في منطقة نهر ارتيبونيت، الشريان الذي يعبر الريف الهاييتي ويسلكه آلاف الأشخاص خلال تسيير شؤونهم اليومية، هو مصدر المرض.
وشدد مدير هيئة الصحة المحلية ديولا لويسان على الحاجة إلى فرض حجر صحي على المرضى لاحتواء انتشار المرض الذي يتسبب بإسهال حاد وتقيؤ، ما يؤدي الى فقدان سوائل في الجسم ووفاة في غضون ساعات.
وأصيب أكثر من خمسين سجيناً أيضاً في وسط البلاد وتوفي ثلاثة، كما قال مسؤولون.
وأقامت منظمة «اطباء بلا حدود» مستشفى ميدانياً فيما أرسلت منظمة «اوكسفام» خمسة اخصائيين الى ارتيبونيت لإيصال المياه النظيفة وإقامة مراحيض لنحو مئة ألف شخص.
وعرضت الحكومة الكندية إقامة مستشفى عسكري ميداني فيما تعهدت الولايات المتحدة بنصب خيم كبيرة لمعالجة المصابين. وتستعدّ فرنسا لإرسال بعثة طبية.

(أ ف ب)