تلقفت إسرائيل أمس إعلان نيجيريا ضبط شحنة أسلحة آتية من إيران لتنسج حوله روايات عن مسارات تهريب السلاح إلى قطاع غزة
علي حيدر
نقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدر تقديراً أولياً، أن الاسلحة التي ضبطتها الأجهزة الأمنية النيجيرية، مصدرها إيران وهدفها حركة «حماس» في قطاع غزة. ولفتت الصحيفة إلى أن الحديث يدور حول مسار تهريب جديد اعتمدته إيران لإيصال الأسلحة إلى قطاع غزة، بعد الصعوبات التي واجهتها في مسار تهريب الأسلحة عبر البحر الأحمر والسودان وصولاً إلى قطاع غزة، بعد تعزيز الرقابة الدولية على حركة السفن التي تنطلق من إيران.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد وقعتا، بعد عدوان «الرصاص المصهور» في قطاع غزة، على مذكرة تفاهم لتنسيق الجهود من أجل قطع الطريق على تهريب الأسلحة من إيران الى «حماس» في قطاع غزة. وللغاية نفسها أنشئت مجموعة عمل تضم عدة دول غربية تعنى بنقل معلومات استخبارية في هذا المجال.
ولفتت الصحيفة إلى أن من الجائز أن الإيرانيين يحاولون إفراغ الأسلحة في نيجيريا، على أن تُنقل من هناك براً إلى السودان وبعد ذلك إلى سيناء. وأضافت أيضاً، نقلاً عن المصادر الأمنية الإسرائيلية، أن هذه ثالث عملية تهريب أسلحة تُحبط خلال عام.
وأشارت «هآرتس» إلى أن المعلومات الأولية عن ضبط شحنة الأسلحة في نيجيريا وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية، صباح أول من أمس، وأن السفارة الإسرائيلية في نيجيريا تجري منذ ذلك الوقت محادثات مع الجهات الأمنية والسياسية في نيجيريا، في محاولة للحصول على المزيد من التفاصيل. وكانت الأجهزة الأمنية النيجيرية قد أعلنت أنها اعترضت 13 حاوية، في محطة «أي بي مولر» في مرفأ أبابا في مدينة لاغوس يوم الثلاثاء الماضي، تحتوي قاذفات صواريخ ووسائل قتالية يشتبه في أنها آتية من إيران، أوحي أنها مواد للبناء.
وكان طاقم السفينة قد أوضح للجهات الأمنية أن الحاويات تحتوي مواد بناء، لكن عندما فُتحت اتضح أنها تحتوي وسائل قتالية بين صناديق البلاط. ووجد في الحاوية الأولى التي فُتحت 24 صندوقاً تضم صواريخ وقاذفات صواريخ بقطر 107 ميليمتر، بالإضافة الى قنابل يدوية ومواد متفجرة وبنادق اوتوماتيكية وأدوات إطلاق أخرى ورصاص.
ووفقاً لتقارير إعلامية نيجيرية، وصلت السفينة من إيران، ومكثت في المرفأ لعدة ساعات فقط، ثم أفرغت الحمولات وواصلت طريقها. وفيما أشارت «هآرتس» إلى أن الأجهزة الأمنية النيجيرية تلقّت معلومات مسبقة حول وجود نوايا لتهريب وسائل قتالية من إيران عبر حاويات واستعدّت لإحباطها، لفتت صحيفة «نيجيريا تريبيون» إلى أن الشحنة أثارت انتباه قوات الأمن حين عرض موظف تخليص البضائع دفع أي مبلغ لنقل الشحنة من المرفأ إلى محطة أخرى مفضلاً إخضاعها للمسح خارج المرفأ. وجراء ذلك ألقي القبض على ثلاثة أشخاص على الأقل لصلتهم بالعملية.
يُشار إلى أن إسرائيل ونيجيريا تقيمان علاقات أمنية وسياسية واقتصادية. وفي هذا الإطار كان أفيغدور ليبرمان قد زار، قبل نحو سنة، نيجيريا في أول زيارة لوزير خارجية اسرائيلي منذ سنوات طويلة. ورافقه في الزيارة رئيس هيئة مكافحة الإرهاب، العميد في الاحتياط نيتسان نوريئيل.