دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، أمس، قوة الدفاع الجوي الإيراني إلى مواصلة استعداداتها والارتقاء بقدراتها لمواجهة أنواع التهديدات المحتملة، في وقت عكف فيه المسؤولون كافة على تقديم حقبة ما بعد الاتفاق النووي بالتأكيد على أساس واحد وواضح، وهو أن «الولايات المتحدة هي العدو الأول لإيران» وإسرائيل هي معيارها للتعاطي مع مختلف شؤون المنطقة.
وخلال استقباله قادة الدفاع الجوي لمقر خاتم الأنبياء التابع للجيش، لمناسبة يوم الدفاع الجوي، قال خامنئي إن «مهمات الدفاع الجوي وواجباته حساسة جداً، إذ إن عليها معرفة مواطن الضعف ومعالجتها ومعرفة ما هي آلية العدو وخططه المحتملة بهدف وضع برنامج للتصدي لها».
وأضاف المرشد الأعلى إن «من الضروري أن تستفيد هذه القوة من المحافل العلمية والعسكرية وإمكانيات هذه المحافل وخبراتها لرفع عدد خيارات الدفاع الجوي وتنويعها للتصدي لأي عدوان يستهدف البلاد».
في غضون ذلك، عقد مجلس خبراء القيادة اجتماعه الثامن عشر، حيث قدم قائد فيلق «القدس» اللواء قاسم سليماني تقريراً تحليلياً عن أوضاع المنطقة، وخصوصاً العراق وسوريا وأنشطة الجماعات الإرهابية ومنها «داعش».
وفي كلمة له، رأى سليماني أن أميركا تعتزم الحفاظ على تنظيم «داعش» ليكون المسلمون في حاجة إليها، وهي في الحقيقة تستغل هذا الأمر كأداة. وقال إن «داعش» صناعة أميركية، مستعرضاً في الوقت ذاته استراتيجيات واشنطن في المنطقة، و«التي فشلت بفضل الثورة الإسلامية». ورأى أن إسرائيل هي «المعيار الذي تتخذه أميركا في التعاطي مع دول المنطقة».
وكان موضوع «فشل سياسات أميركا في سياق بناء إمبراطوريتها» المحور الأهم في كلمة سليماني في الاجتماع، الذي يستمر حتى اليوم.

خامنئي يوصي
قوة الدفاع الجوي بالارتقاء بقدراتها

وبشأن قضية اليمن والحرب العدوانية السعودية ضد هذا البلد، أشار سليماني إلى أن «أنصار الله حركة وتيار شعبي، واكبه الكثير من أبناء الشعب اليمني»، لافتاً إلى «صمود ومقاومة هذا التيار بفضل الدعم الشعبي الواسع له، بوجه الحرب الشرسة التي تشن ضده منذ أكثر من 6 أشهر». وتحدث قائد فيلق «القدس» عن دور السعودية في العدوان على اليمن. وقال إنها «شعرت بالخشية من وصول أنصار الله إلى السلطة وفرضت هذه الحرب على الشعب اليمني».
من جهته، أكد رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني آية الله محمد يزدي أن الولايات المتحدة تبقى «العدو رقم واحد» لإيران رغم الاتفاق النووي. وقال يزدي، في خطابه في بداية الاجتماع السنوي لمجلس خبراء القيادة، إن الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى يجب «أن لا يغير سياساتنا الخارجية، والجمهورية الإسلامية لا تزال تعتبر الولايات المتحدة العدو رقم واحد»، مضيفاً إن إيران لن تسمح للولايات المتحدة «بالسيطرة مجدداً» على اقتصاد البلاد.
وأشار إلى أن «الولايات المتحدة ووراءها إسرائيل تقفان وراء كل المؤامرت». ورأى أنهما «تشعلان المنطقة لحماية إسرائيل»، مشيراً خصوصاً إلى الأوضاع في العراق وسوريا واليمن.
من جهة أخرى، رأى رئيس مجلس خبراء القيادة أن الاتفاق النووي «ليس بحاجة إلى توقيع لأن التعهد الوارد فيه ملزم بحد ذاته». لكنه مع ذلك رفض فكرة أن لا حاجة إلى دراسته في مجلس الشورى بحجة أنه من دون توقيع، معتبراً أنه وفقاً للدستور ينبغي دراسة الاتفاق في مجلس الشورى، و«القبول بما يقرره مجلس الشورى والمجلس الأعلى للأمن القومي في النهاية».
وفي موازاة كل ذلك، واصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته لتونس، حيث أكد أن «الشعب الإيراني لا يثق بسياسات أميركا»، معتبراً أن «التنفيذ الصحيح للاتفاق النووي يمنح واشنطن فرصة لترميم جانب من الثقة المفقودة». وفي مؤتمر صحافي، أشار ظريف إلى أن سياسات واشنطن في المنطقة «هي أحد أسباب غياب ثقة الشعب الإيراني، ولا سيما دعم واشنطن لجرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني».
ولفت إلى أن إيران «كانت دائماً السباقة في مكافحة داعش». وقال «إن كان الآخرون يرغبون في المشاركة في الحرب ضده، فإننا لا نمانع، لكن هذا الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية ترمي إلى مكافحة داعش».
كذلك رأى أن «التخلي عن الازدواجية التي تحول دون مكافحة داعش والإرهاب في المنطقة يدعم الحرب ضد داعش»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن محاربة داعش في بلد ودعمه في بلد آخر».
وأكد أن «تسوية الموضوع النووي وفرت فرصة جديدة للمنطقة لتسوية مشاكل التطرف والطائفية، عن طريق الحوار وحل هذه المشاكل عبر تعاون جميع دول المنطقة والجيران».
وتطرّق ظريف إلى الأزمة السورية، التي قال إن تسويتها «يجب أن تكون سورية وسياسية، لا سياسية وخارجية. كما أن مستقبل المسؤولين السوريين يقرره الشعب السوري فحسب».
أما عن الشأن اليمني، فقد أشار إلى «أننا دعمنا دائماً الحوار بين الفصائل اليمنية، كما نساند ونرحب بدور الحكومة العمانية التي تلعب دوراً إيجابياً بشكل دائم وندعم الحوار بين الدول الجارة لليمن والفصائل اليمنية».
وأكد استعداد إيران للتعاون على كل المستويات وضمن الأطر الدولية لتسوية مشاكل دول المنطقة، ولا سيما سوريا واليمن. وقال «نرى أنه لا حل عسكرياً لمشاكل هذه البلدان وأن التدخل الأجنبي فيها مدعاة للخطر».
(الأخبار)



مواقف المرشد الأعلى من القضية النووية صريحة وشفافة

سعت العلاقات العامة في مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إلى وضع حدّ للتأويلات المبنية على التصريحات الصادرة عنه في ما يتعلق بالاتفاق النووي. وأوضحت في بيان أنه «نظراً إلی انتشار بعض المواضيع المرتبطة برؤی المرشد الأعلى تجاه حصيلة القضايا النووية في وسائل الإعلام والفضاء المجازي، فإن مواقف المرشد بهذا الخصوص صريحة وشفافة ومن دون تأويل»، مضيفة إنها «وردت في توجيهات سماحته خلال الأشهر الأخيرة وُوضعت بتصرف الجميع». وأشارت إلى أن «نسب أي مواضيع خارج هذا الإطار لا اعتبار لها».
وأوضحت أن هذه المواقف بُيّنت «خصوصاً يوم 9 نيسان واللقاء مع طلبة جامعة الإمام الحسين واللقاء مع مسؤولي الدولة في شهر رمضان المبارك ويوم عيد الفطر السعيد ووضعت بتصرف الجميع».
(الأخبار)