نيويورك ـ نزار عبود خاص بالموقع- أكد رئيس مجلس الأمن الحالي، مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أرتغرول أباكان، أن اللجنة التركية الخاصة بالتحقيق بالقرصنة الإسرائيلية على أسطول الحرية انتهت من إعداد تقريرها ورفعته إلى اللجنة المشتركة التي ألفها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تلك اللجنة التي تضم مندوبين عن تركيا وإسرائيل وآخرين من دول أخرى.
وترك إعلانَ النتائج للجنة المعنية، متوقعاً أن ترفع التقرير إلى الأمانة العامة في أواسط الشهر الحالي.
ورفض أباكان الخوض في نتائج التحقيق التركي بالحادث، الذي وقع في نهاية أيار الماضي عندما تعرضت الباخرة التركية «مرمرة» لهجوم إسرائيلي في عرض البحر.
كذلك رفض أباكان التعليق على امتناع إسرائيل عن الإفراج عن الأشرطة والصور التي التقطها المراسلون الذين كانوا على متن الباخرة «مافي مرمرة» وتقاعس الأمانة العامة للأمم المتحدة عن ملاحقة هذا الأمر، مشيرة إلى أن المسألة «ثنائية».
ورداً على سؤال عن مدى استعانة السلطات التركية في تحقيقها بالأشرطة والصور المتوافرة قال: «تركيا استخدمت كل شيء متاح لديها في التحقيق».
أباكان، كان يعرض في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة برنامج عمل المجلس للشهر الحالي. وقال إن المجلس سيبحث إلى جانب الموضوعات الرئيسية على جدول أعماله قضيتين رئيسيتين طرحتهما بلاده. وسيحضر لهذه الغاية وزير خارجية تركيا، أحمد داوود أوغلو. الأولى تتعلق بدور مجلس الأمن في تعزيز السلام والأمن الدوليين وبناء السلام ومنع نشوب النزاعات المسلحة، والثانية تتعلق بمكافحة الإرهاب في الشق الخاص بقرارات مجلس الأمن الدولي، مقرّاً بأن المجتمع الدولي فشل في التوصل إلى مفاهيم مشتركة في هذه الناحية.
وعن رأيه في آمال إيران بالخروج من المفاوضات مع مجموعة فيينا بنتيجة إيجابية، قال أباكان: «في لجنة عقوبات إيران سيقدم مندوب اليابان الدائم تقريره الفصلي هذا الشهر، تقرير يقدمه مرة كل 90 يوماً. وهذا سيكون معتاداً. ولا أود التحدث خارج برنامج عمل مجلس الأمن الدولي. لكن بصفتي الوطنية، أرى أن من المهم زيادة الحوار والنشاط الدبلوماسي بين الأطراف».
أما بشأن عمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان ودور المجلس في مناقشة تقريرها الخاص بأحداث 3 آب الماضي، قال رئيس مجلس الأمن الدولي: «هذه القضية ستبقى تحت النظر، وهناك عملية تقويم مستمرة بين الأطراف، وسننظر في كيفية زيادة مشاركة المجلس القيّمة في هذه العملية».
وشدد أباكان على دور تركيا الإقليمي في معالجة القضايا الساخنة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع في العراق وإيران والمسألة القبرصية، قائلاً: «هدفنا المساهمة بتعزيز الأمن والسلم والأمن، ولا سيما في هذه المنطقة الحيوية التي نحرص على أن يعمّها السلام»، مشيراً إلى أهمية وجود عدد كبير من الزعماء في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر.
وأدى اقتحام جيش الاحتلال للسفينة التركية إلى استشهاد 9 نشطاء سلام جميعهم من الأتراك وجرح العشرات واعتقال المئات. وكان أسوأ حادث في تاريخ العلاقات التركية ـ الإسرائيلية على الإطلاق.
وطلبت تركيا اعتذاراً رسمياً من الطرف الإسرائيلي ودفع التعويضات للمتضررين، لكن اتفاقاً تم بين الطرفين يقضي بتحقيق المطالب التركية جرى مع رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، أجهضه وزراء معارضون في الحكومة الإسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد صادر معدات المراسلين وأشرطتهم التي سجلت الأحداث فور وقوعها، ولم يفلت من يد جنوده سوى النزر اليسير من تلك المواد الحيوية التي هُرّبت خلسة.