شيع آلاف المسلمين الشيعة في لاهور أمس ضحاياهم الذين سقطوا في الاعتداء الانتحاري الثلاثي، الذي وقع أول من أمس، وسبّب مقتل وجرح أكثر من 285 شخصاً، ما يزيد من مأساة باكستان، التي تعمل على لملمة آثار الفيضانات الكارثية التي خلّفت أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلاد مع آلاف القتلى والجرحى وملايين المشردين، وسط تحذيرات دولية من مزيد من الانتكاسات. ويعدّ اعتداء لاهور الأول من نوعه منذ كارثة الفيضانات، وقد اتهم وزير الداخلية، رحمن مالك، حركة «طالبان» بالوقوف وراء الاعتداء، قائلاً «طالبان، هؤلاء الذين أسمّيهم معتدين وكفرة، يبحثون عن أهداف طرية»، مشدداً على أن الحكومة مصمّمة على سحق المتمرّدين، وأنّ القوات الأمنية تتخذ الإجراءات اللازمة ضدهم. من جهته، قال رئيس الحكومة، يوسف رضا جيلاني «بينما تغرق البلاد كلها في معاناة الفيضانات، هؤلاء الإرهابيّون يروّجون لأجندتهم الخاصة».
وفي حصيلة جديدة للاعتداء، الذي استهدف موكب للطائفة الشيعية في وقت الإفطار، قُتل أكثر من 35 شخصاً وجُرح 250 آخرون. وطالب الزعيم الشيعي آغا سيد حميد علي شاه الموسوي بالمزيد من الحماية لطائفته، وقال إن هذه الاعتداءات لن تمنعهم أبداً من تنظيم هذه الشعائر.

مقُتل 15 «طالبانيّاً» في قصف نفّذته مقاتلات باكستانية في شمال غرب البلاد
وعزّزت السلطات الأمنية الإجراءات الأمنية في مدينة لاهور. وقال أكبر مسؤول إداري في المنطقة، سجاد بوتا، «استدعينا قوات الأمن بعد تفجيرات الليلة الماضية، وهي على درجة عالية من التأهّب».
في المقابل، قُتل 15 مسلحاً، بينهم قائد في حركة «طالبان»، يدعى صدّيق الله، وجُرح 10 آخرون في قصف نفّذته مقاتلات باكستانية على مخابئ لهم في منطقة شاناك في كرام القبلية بشمال غرب البلاد. ودُمّر في العملية 3 مخابئ مهمة للمسلحين بينها مركز للتدريب.
وفي ما يتعلق بالفيضانات، حذرت الأمم المتحدة من أن المساعدة الدولية لضحايا الفيضانات التي لا تزال تغمر قسماً من باكستان تتباطأ.
وتأثر 18 مليون شخص بالفيضانات، بينهم 8 ملايين بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة و4,8 ملايين دون مأوى و«الأزمة الإنسانية لم تنته بعد، ودخلت مرحلة حساسة»، بحسب ما حذرت تامي هاسلفيلد، التي تتولى رئاسة منتدى باكستان الإنساني. وقالت «إذا لم نتحرك بسرعة، فإن أطفالاً وأشخاصاً تضرّروا من هذه الفيضانات قد يموتون»، فيما أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة إلى أن «الأموال التي كانت تقدَّم شهدت ركوداً» منذ 10 أيام.
(أ ب، أ ف ب)