بول الأشقر بعد طيّ صفحة الخلاف والتوتر مع فنزويلا، دشن الرئيس الكولومبي الجديد خوان مانويل سانتوس سياسته الخارجية في الإطار الإقليمي بزيارة نظيره البرازيلي لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا. وتحمل الزيارة بعداً رمزياً واستراتيجياً في آن واحد. إذ كانت البرازيل قد سهلت التقارب بين الرئيس المنتخب حتى قبل تسلمه السلطة والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. تقارب حاول الرئيس الكولومبي السابق، الفارو أوريبي، نسفه في آخر أيام عهده الذي أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وكانت البرازيل أول من رحب بلقاء القمة الذي جمع تشافيز وسانتوس في جزيرة سانتا مارتا الكولومبية، وسمح بتخطي الأزمة بينهما في أول أسبوع من ولاية الرئيس الكولومبي الجديد.
والزيارة، التي تستمر ثلاثة أيام بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع والاقتصاد الكولومبيين، تحاول إعادة التوازن إلى علاقات كولومبيا الإقليمية، بعدما كان أوريبي يكتفي بدور «حليف بوش الأول في المنطقة».
والرئيس سانتوس الذي «انتخب على أجندة أوريبي وبدأ يحكم بأجندة خصومه»، يريد الرهان على التعاون الإقليمي في إطار أوناسور خارج التجاذبات العقائدية وترجمة ـــــ سياسيّاً ـــــ أنّ كولومبيا ثاني أكبر دولة أميركية جنوبية بعدد سكانها بعد البرازيل، لكن قبل الأرجنتين.
وتركزت النقاشات بين البرازيل وكولومبيا على موضوعي الأمن والتجارة البينية. وقال سانتوس إنّ «الفارك مشكلة داخلية كولومبية»، قبل أن يتابع: «دائماً تستطيع البرازيل أن تسهم عندما نقدر أنّه يجب أن تفعل ذلك». وختم موضحاً «هذا يتطلب إعراب الفارك عن نياتها الحقيقية وهو ما لم نراه بعد». وأوضح لولا أنّ البرازيل «واعية بأنّ الفارك مشكلة كولومبية داخلية» و«لا شيء يبرر الإرهاب أداة نضال سياسي».
وعلى الصعيد الاقتصادي، وُقِّعت اتفاقات تنظم الإقامة بين مواطني البلدين وتفعّل التعاون على الحدود وفي إنتاج الإيتانول، وأعربت كولومبيا، بعد التشيلي، عن رغبتها في المشاركة ببناء طائرة النقل العسكرية البرازيلية التي تنوي الحلول في تجهيز جيوش المنطقة محل طائرة «هيركوليس» الأميركية.
ودعا لولا ضيفه إلى المشاركة في قمة مركوسور المقبلة. كذلك التقى سانتوس بديلما روسيف، المرجح فوزها في الانتخابات الرئاسية بعد شهر. ويجتمع اليوم في مدينة سان باولو بالمرشحين الباقين ويشارك في اجتماع مع رجال أعمال.


إثر اجتماعهما أول من أمس في المقر الرئاسي في بوينس آيرس، قرر الأمين العام لأوناسور، الرئيس الأرجنتيني السابق، نستور كيرشنير (الصورة) والأمينة العامة المساعدة لشؤون المؤسسات الإقليمية الأميركية إستير بريمر تفعيل «أجندة حوار دائم» بين المؤسسة الإقليمية والولايات المتحدة. ومثّل الاجتماع أول لقاء رسمي بين المؤسسة الإقليمية التي تأسست عام 2004 والولايات المتحدة