خاص بالموقع- عاد الزعيم الكوبي فيديل كاسترو إلى صفوف الجامعة في تتويج لظهوره العلني الذي بدأ في تموز الماضي بزيارة مراكز بحوث، واستمر قبل شهر بإلقاء خطاب أمام المجلس النيابي. هذه المرة، قرأ خطاباً مكتوباً استمر 45 دقيقة، وهو واقف على درج الجامعة في الهواء الطلق أمام عشرات الآلاف من الطلاب. والجامعة هي المكان الذي بدأ فيديل منه سيرته السياسية قبل أكثر من 6 عقود وهو في العشرينيات. فباشر حديثه بالقول: «لم أكن أحلم بالعودة إلى هذا المكان حيث بدأ صقل وعيي». وكان فيديل قد وصل إلى الجامعة بصحبة زوجته داليا سوتو ديل فايي، فقُدّم بصفته السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي، وهو المنصب الذي يحتفظ به رسمياً.
وكما يفعل منذ أشهر في كلّ كتاباته ومداخلاته، كرّس فيديل خطابه لتحذير مستمعيه من «الأخطار الهائلة المترتبة على وقوع مأساة نووية» إذا هاجمت الولايات المتحدة وإسرائيل إيران. «أوكلت إلى كوبا المهمة الصعبة بإنذار الإنسانية بالخطر الحقيقي الذي يهددها. وفي هذه المهمة علينا ألا نضعف أمام المشككين، وواجبنا هو الاستمرار بخوض هذه المعركة»، قال. وكان فيديل قد أوضح في مقابلة لجريدة «لاخورنادا» المكسيكية قبل أيام أنّه «منكبّ على بناء حركة دولية معادية للنزاع النووي». وفي أول خطاب له في الهواء الطلق، أعطى الزعيم الكوبي لمعركته الأخيرة أهمية تفوق حتى نضالاته السابقة: «كم كنا بعيدين عن التصوّر بعد انتصار الثورة أنّنا سنصل إلى يوم علينا فيه إطلاق جهود أكبر والدفاع عن أهداف أسمى حتى من تلك التي كانت تبدو لنا أسمى أهداف الشعوب».

وخرج فيديل كاسترو، كما كانت عادته أكثر من مرة، عن نصه المكتوب لتوضيح مقصده قائلاً: «الولايات المتحدة وإسرائيل لا تملكان إثباتات على أنّ إيران تنتج أسلحة نووية ولا تستطيعان أن تحصلا عليها. وبالنسبة إليهما وجود مركز أبحاث سبب لمهاجمة إيران... ووجود محرك نووي لإنتاج الكهرباء يُعدّ إثباتاً على أنّ إيران تنتج أسلحة نووية». وتابع كاسترو «إنّ إيران أوضحت أنّها لن تحصل قبل سنتين على المواد التي قد تؤهّلها لبناء قنبلة لا تريد أن تملكها، فيما تملك القوى النووية 25 ألف قنبلة تساوي قدرتها التدميرية ما يوازي 440 ألف مرة القدرة التدميرية التي أفنت هيروشيما وناكازاكي».

وأوضح كاسترو «أنّ الخطر يدهمنا بدءاً من التاسع من أيلول، موعد بداية تفتيش السفن الإيرانية (...). وفي ما يخصّني، ليس لدي أي شك في أنّ قدرة إيران الدفاعية التقليدية قد تؤدي إلى حرب فتاكة قد تفلت سريعاً من سيطرة مطلقيها وتتحول إلى نزاع نووي شامل». وهاجم كاسترو موقف أوروبا التي وصفها بـ«القوة الملحقة»، وانتقد تصريحاً لرئيس وزراء بريطانيا السابق طوني بلير قال فيه هذا الأخير «إنّ التدخل وارد إذا نوت إيران تملّك أسلحة نووية»، معتبراً أنّ «الخدعة تكمن في كلمة نوت، ما يعني حتى لو لم نحصل على إثباتات دامغة».

وتوجه فيديل كاسترو إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما واصفاً إياه بـ«الرجل الوحيد القادر على منع الحرب وفناء الجنس البشري (...) السلام يُقايض بالسلام... وإذا أردت السلام فابدأ بتغيير وعيك». وختم خطابه بكلمة إلى الجامعيين: «النصر الوحيد هو إدراك السلام. نواجه اليوم تحديين كونيين: تدعيم السلام العالمي وإنقاذ الكوكب من الاحتباس الحراري (...) وقتنا محدود، لا تتنازلوا عن النضال، وفي هذه المعركة كما في نضالات الماضي النصر ممكن».

(الأخبار)