ربى أبو عمّوباتت صور رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في لندن. ضباب المدينة لم يستطع حجب هذه الصور، ولا الشعارات التي أحاطتها. 50 شخصاً حملوا صورته ليصرخوا في وجهه، مطالبين الدول الأوروبية الداعمة لحقوق الإنسان، بألا تصافحة أو تفاوضه. 50 روسياً من المهاجرين والمنفيين تظاهروا ضد حكومة بوتين أمام السفارة الروسية في لندن. عدد المتظاهرين لا يوحي بأهمية ما يستحق الإشارة إليه، لكن التظاهرة هي الأولى من نوعها لمتظاهرين روس ضد حكومة بلادهم في لندن، تفعيلاً للاستراتيجية «31» (اختار المعارضون في روسيا أن يتظاهروا في 31 من كل شهر في موسكو، تيمناً بالمادة الرقم 31 من الدستور الروسي التي تكفل حق التجمع في الأماكن العامة).
الاستراتيجية انتقلت إلى لندن. ولا يبدو الأمر مستغرباً حين يكون بطل هذا التجمع هو أي أحد. بوريس بريزوفسكي، هو الذي يعاني وباقي المعارضين، كابوس بوتين. بريزوفسكي كان من الساعين، في عهد الرئيس الأسبق بوريس يلتسين، إلى الحؤول دون وصول بوتين إلى الرئاسة عام 2000. وقد أعلن في نيسان عام 2007 أنه يُعدّ لثورة بهدف إطاحة بوتين بالقوة، فما كان من مكتب الخارجية البريطاني إلا أن حذره من إعادة النظر في اعتباره لاجئاً سياسياً.
بريزوفسكي شارك في التظاهرة وحكى الكثير. قال: «نريد أن نقول للمسؤولين السياسيين في الدول الغربية إنهم مخطئون حين

لا أحد من المتظاهرين ذكر الرئيس ديميتري مدفيديف الذي يتمتع بصلاحيات أوسع


يسعون إلى التفاوض مع بوتين»، مشيراً إلى إحدى اللافتات التي تصف بوتين بـ«الإرهابي» لقتله ألكسندر ليتفينينكو (رجل الاستخبارات السابق الذي هرب إلى لندن بعدما كان ممنوعاً من مغادرة الأراضي الروسية). اللافتات التي حملها المتظاهرون قالت أكثر من ذلك: «حان الوقت للمجتمع الدولي أن يرفع صوته لدعم الديموقراطيّين الروس الشجعان، واستنكار فوضى الكرملين»، «جئنا اليوم إلى السفارة الروسية لنطالب باحترام الدستور».
وبموازاة تظاهرة لندن، كانت الشرطة الروسية تعتقل ما يزيد على 100 شخص، بعضهم من الخصوم البارزين لبوتين، خلال احتجاجات صرخ خلالها المتظاهرون «عار»... «روسيا بلا بوتين». وفي مدينة سان بطرسبرغ أيضاً، ألقي القبض على نحو 50 شخصاً في شارع نيفسكي بروسبكت الرئيسي، فيما اعتقلت الشرطة 15 آخرين في ميدان بالاس في المدينة ذاتها.
غريب أن يكون بوتين وحده ملهم المتظاهرين، فيما لا أحد يذكر الرئيس ديميتري مدفيديف الذي يتمتع بصلاحيات أوسع بحسب الدستور.
صحيح أن الاحتجاج أخذ طريقه إلى خارج روسيا، إلا أن بوتين بدأ يأخذ طريقه إلى كرسي الرئاسة. فلن يكون أمام المعارضين إلا الصراخ، وخصوصاً أن للاتحاد الأوروبي مصالحه بعيداً عن حقوق الإنسان.