واشنطن ــ محمد سعيدخاص بالموقع - زعم تقرير أعدته مجموعة من الأميركيين الموالين لإسرائيل في معرض التحريض على الجالية المسلمة ومنظماتها في الولايات المتحدة، أنّ جماعة الإخوان المسلمين قد تسللت إلى داخل الحكومة الأميركية في جزء من سياسة الجماعة للترويج للجهاد ضد الغرب. وقال هؤلاء في التقرير الذي يقع في 177 صفحة بعنوان «الشريعة: تهديد لأميركا» إنّ الحكومة الأميركية كانت قد ذكرت أنّها لم تفعل شيئاً لوقف ذاك التسلل.
ويدعي التقرير الذي صدر عن «مركز السياسة الأمنية» الذي يترأسه فرانك غافني أنّ عبد الرحمن العمودي، الذي وصفه التقرير بأحد نشطاء الإخوان المسلمين، نجح في الحصول على حرية الوصول إلى البيت الأبيض في عهدي الحكومتين الجمهورية (جورج بوش الأب) والديموقراطية (بيل كلينتون) السابقتين.
وقال التقرير إنّ «الاعتماد على نشطاء الإخوان المسلمين للوصول إلى الجالية المسلمة، فضلاً عن تعيينهم في وظائف حكومية مؤثرة هو وصفة لكارثة». وأضاف التقرير أنّ ذلك «يعطي أهمية وشرعية لعملاء العدو للانخراط بأعمال سرية وغير ذلك من الفتنة السرية، ويسهل اختراقهم ونفوذهم على أجهزة الاستخبارات وقوى الأمن ووكالات الأمن القومي والداخلي المسؤولة عن هزيمة مثل هذه التهديدات».
ويزعم التقرير أنّ الإخوان المسلمين الذين تقع مقارّهم الرئيسية في مصر يعتمدون اعتماداً كبيراً في تمويلهم على السعودية، وأنّهم هيمنوا على الساحة السياسية الإسلامية في الولايات المتحدة، وأنّهم كانوا يشرفون على كل شيء، من جمع التبرعات المالية لحركة حماس، إلى تدريب رجال مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) المخصصين للتعامل مع الجالية المسلمة في الولايات المتحدة.
ويذكر أنّ مركز السياسة الأمنية يتخذ من مكتب صغير جداً يديره غافني في واشنطن مقراً له. وكان غافني قد شغل في عهد الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون القوى النووية ونزع الأسلحة، وكان مسؤوله المباشر ريتشارد بيرل أحد أبرز مروجي الحرب على العراق وأفغانستان.
وزعم التقرير أنّه «نتيجة لطريقة العمل هذه، فإنّ الإخوان المسلمين لم يمنعوا فقط أي تحدٍّ ملموس لجهودهم للهيمنة على الجالية المسلمة في أميركا، بل كانت قادرة على ممارسة سيطرة فعالة على كامل البنية التحتية تقريباً للمنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الجماعات الإسلامية التي هي خارج شبكتهم. وهي جماعات تُعَدّ باهتة مقارنة من حيث نفوذها بالمنظمات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين».
ويركز التقرير على عبد الرحمن العمودي الذي اعتقل في نهاية شهر آب 2003 لدى عودته من بريطانيا بتهمة انتهاك قوانين المقاطعة التي كانت تفرضها الولايات المتحدة على ليبيا، وقد حكم عليه بالسجن 23 عاماً. وكان العمودي أحد مؤسسي المجلس الإسلامي الأميركي، وشغل لفترة طويلة منصب مديره التنفيذي، وقد ساعد في عهد كلينتون في وضع الإرشادات الخاصة لتعامل الحكومة الأميركية مع الجالية المسلمة وإدخال نظام الأئمة المسلمين لأول مرة في الجيش الأميركي. كذلك شارك في حملة الانتخابات الرئاسية لجورج بوش الابن في عام 2000.
ويقول التقرير إنّ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أصدرت قراراً تمنح بموجبه الجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية، التي وصفها بأكبر واجهة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، مسؤولية الإشراف وترشيح الوعاظ والأئمة المسلمين في الجيش الأميركي.
وقد حفل التقرير بمعلومات كثيرة عن الشريعة الإسلامية والإخوان المسلمين، تحتاج إلى تمحيص، إذ لا أحد من كتّاب التقرير باحث في الشريعة الإسلامية أو حتى في تاريخ العرب والمسلمين. بل إنّهم إما ناشطون في الحملة المعادية للإسلام أو مسؤولون أمنيون سابقون مثل جيمس وولسي المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والجنرال المتقاعد هاري سويستر، المدير السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية.
ويصر واضعو التقرير على أنّ الجهاد في الإسلام يندرج تحت مسمى «الإرهاب»، مشيرين إلى عدم رضاهم عن قرار البيت الأبيض بعدم استخدام مصطلح الجهاديين أو الإسلاميين في وصفهم لمن يخوضون الحرب ضدهم من القاعدة. وقال واضعو التقرير إنّ أصحاب الشريعة الإسلامية كانوا في حرب مع غير المسلمين لنحو 1400 سنة ومع الولايات المتحدة لنحو 200 سنة.
وقد تزامن صدور التقرير في حفل في مبنى الكونغرس بمشاركة أعضاء فيه مع حملة العداء للإسلام والمسلمين المنتشرة في الولايات المتحدة والمزاعم التي تقول إنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما وحكومته منحازة إلى المسلمين في وقت تواصل فيه واشنطن احتلال بلدين مسلمين.
وزعم التقرير أنّ وكالات الاستخبارات والأمن الأميركية مُنعت من إجراء التحليل المناسب للتهديد الذي يمثّله الإخوان المسلمون، وأنّ المحللين قد يعرضون حياتهم المهنية إذا ما استخدموا «لغة دقيقة لتحديد مبدأ تهديد العدو».
وفي سياق المزاعم التي يتضمنها التقرير، يعتقد واضعوه أنّ الإخوان المسلمين في عهد الرئيس أوباما قد حققوا مزيداً من النفوذ، مشيرين إلى أنّ مستشار الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان من المؤيدين للسعودية، ونفى أي تهديد إسلامي، داعياً إلى فتح حوار مع حزب الله اللبناني. وقال التقرير: «من الصعب حقاً المبالغة في الخطر المحيط برئيس الولايات المتحدة عندما يكون أكبر مستشاريه في هذه القضايا الحساسة شخصاً مشبوهاً إلى حد كبير، في ما يخص الشريعة والتهديد الذي تمثله».