بول الأشقرخاص بالموقع - قبل عشرة أيام، أعلنت بوليفيا تحقيق هدفها السنوي بإتلاف 5 آلاف هكتار من زراعة نبتة الكوكا قبل ثلاثة أشهر من انتهاء الموعد المحدد.
وتأمل بوليفيا الوصول إلى 8 آلاف هكتار حتى نهاية السنة. وأوضح الوزير المختص فيليبي كاسيريس، أن الإتلاف حصل «بالحوار، لا بالعنف» كما كان يحصل مع الحكومات السابقة.
وتجيز التشريعات السارية في بوليفيا زرع لغاية 12 ألف هكتار للاستهلاك الثقافي (الطقوس الهندية) والصناعي (من الطحين إلى الصابون إلى السوائل مثل الشاي ومشروب من نوع الكوكا كولا) والطبي، إلا أن الإنتاج الفعلي يمتد على مساحة تتراوح بين 25 و31 ألف هكتار حسب الأمم المتحدة.
وقد صُنّفت نبتة الكوكا حسب الدستور الجديد الصادر عام 2009 بـ«تراث الدولة الثقافي» وبـ«عامل تماسك اجتماعي»، بعد تأكيده أن «النبتة بحالتها الطبيعية ليست مخدراً».
وينوي الرئيس البوليفي إيفو موراليس، الذي ما زال يشغل رمزياً منصب زعيم نقابات منتجي الكوكا في منطقة تشاباري، إرسال قانون يرفع المساحات المرخصة من 12 إلى 20 ألف هكتار، لتفعيل مشاريع تصنيع النبتة.
ويتضمن القانون تخفيف العقوبات على المستهلكين، كما يحدث في تشريعات أكثرية الدول.
وفي السياق، رأى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن «بوليفيا وفنزويلا وميانمار لم تف بالتزاماتها الدولية»، في معرض تعليقه على صدور التقرير السنوي للوكالة الأميركية لمكافحة المخدرات.
وأصدر لائحة من 20 دولة هي من المنتجين الكبار أو من الدول الاستراتيجية في انتقال المخدرات. وضمت اللائحة 15 دولة أميركية.
وفيما أخرجت من اللائحة هذه السنة البرازيل والباراغواي، انضمت كوستاريكا وهندوراس ونيكاراغوا إليها، في تأكيد جديد للدور المركزي الذي صارت تؤديه دول أميركا الوسطى، إلى جانب دول الكاريبي، على خريطة تهريب المخدرات.
ورد الرئيس البوليفي على تقرير البيت الأبيض قائلاً إنه «لا يفهم كيف يلحظ التقرير التقدم الذي حصل في بوليفيا، وفي الوقت نفسه يصنف بوليفيا بأنها دولة غير متعاونة»، مضيفاً: «نعلم تماماً أننا لن نحصل على التصديق، ما بقينا أمناء على موقعنا المعادي للرأسمالية وللإمبريالية»، في إشارة إلى التصديق الذي تمنحه الولايات المتحدة لإبراز موافقتها على نمط إتلاف الكوكايين، وتمنح على أساسه تسهيلات جمركية للدول.
ورأى أنه «بدون الوكالة (الأميركية)، نتائج عملياتنا أفضل، مع أنّ من الصحيح أن نقطة ضعفنا هي التكنولوجيا». وأضاف: «لو كنا نتمتع برادارات وبأقمار صناعية وبطوافات وبطائرات لكانت إنجازاتنا أفضل بعد».
ويشير بالفعل التقرير الأميركي إلى ارتفاع المساحات المتلفة من 4744 هكتاراً عام 2008 إلى 6341 هكتاراً عام 2009.
ونصح موراليس الولايات المتحدة بـ«العمل على تقليص الطلب وتحسين رقابة المستهلكين في الداخل وإقفال الحدود لمنع دخول المخدرات».
وكان موراليس قد طرد وكالة محاربة المخدرات (الأميركية) عام 2008 بعد اتهامها بالتآمر على ولايته. وفيما تستمر الوكالة في دفع ما يجب عليها لبوليفيا، صارت هذه الأخيرة تعتمد على قواها الذاتية وتعطي الأولوية للتعاون مع دول المنطقة ومع الدول الأوروبية.
أما الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، ففضل وصف التقرير الأميركي بـ«البذاءة الإمبريالية الصادرة عن حكومة مجرمة وانقلابية وغير مسؤولة».