ليس جديداً أن تصرّح طهران عن رغبتها في عودة الحوار مع الولايات المتحدة أو إعادة العلاقات، لكن الجديد هو أن يعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، من نيويورك، عدم ممانعته استئناف العلاقات الدبلوماسيةدعت الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني، خلال اجتماع لممثليها في نيويورك أمس، الى «حل تفاوضي سريع» مع طهران، فيما أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من نيويورك، إمكان تبادل سفراء بين إيران والولايات المتحدة بعد ثلاثين سنة على قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
في هذا الوقت، قُتل 11 شخصاً وأصيب 58 بجراح، جراء انفجار وقع في مدينة مهاباد في محافظة أذربيجان الغربية. ونسبت وكالة «مهر» الإيرانية، إلى محافظ آذربيجان الغربية، وحيد جلال زادة، قوله إن الانفجار وقع على بعد 50 متراً من منصّة الاستعراض العسكري الذي يقام لمناسبة ذكرى الحرب الإيرانية العراقية، مشيراًُ إلى أن معظم القتلى كانوا من النساء، ولا سيما اثنتان من زوجات كبار الضباط العسكريين.
وفي السياق، اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، «أعداء الشعب الإيراني، وخاصةً الكيان الصهيوني وحماته» بالوقوف وراء التفجير، قائلاً إنهم «لا يطيقون قوة وقدرة إيران الدفاعية، ولهذا السبب ينفّذون سلسلة من الإجراءات لتصعيد الأجواء النفسية ضد الشعب الإيراني».
وعلى هامش العرض العسكري في طهران، توعّد وزير الدفاع الإيراني، الجنرال أحمد وحيدي، بإزالة إسرائيل من الوجود إذا ما هاجمت بلاده. وقال إنّ «الكيان الصهيوني سيختفي من الوجود إذا ما شن هجوماً على إيران». واضاف أنه «لا أحد يستطيع مهاجمة إيران. مثل هذه الأحلام لن تتحقق، ولن يجرؤ أحد على شن أي عملية ضد إيران».
في غضون ذلك، أكد قائد أركان الجيش الإيراني، الجنرال حسن فيروز أبادي، لمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع الحرب العراقية الإيرانية (1980ـــــ 1988)، أن قوة إيران العسكرية المتنامية ليس لها سوى رسالة «دفاعية» فقط.
في هذه الأثناء، شدّد رئيس الوزراء البحريني، خليفة بن سلمان آل خليفة، خلال استقباله وزير الداخلية الإيراني، مصطفى محمد نجار، على أن أمن المنطقة «كلٌّ ولا يتجزأ، وأن أي شيء يمس الجمهورية الإسلامية بضرر لن تقبله مملكة البحرين، فالمملكة تقف دائماً مع كل جهد يكرس الأمن ويحفظ الاستقرار الذي يمثّل عماد التنمية»، مشيراً إلى أمن إيران مهمّ لاستقرار المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن خليفة تأكيده ضرورة أن يبقى الإطار العام للعلاقات البحرينية الإيرانية على شكله المتطور، كما شدّد على أن «أمن إيران مهم للاستقرار في المنطقة»، مشيراً إلى رغبة بلاده في تطوير علاقاتها مع إيران وتوظيفها لتمتين التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتعاون في مجالات الطاقة والغاز الطبيعي.
وفي نيويورك، أعلن الرئيس الإيراني أنّ من الممكن تبادل سفراء بين إيران والولايات المتحدة، إذا «احترمت (واشنطن) الأمّة الإيرانية»، حسبما نقلت الرئاسة الإيرانية على موقعها الإلكتروني.
وقال نجاد، خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة مع طلاب وأساتذة من 12 جامعة أميركية، إن «الجميع يعتقد أن الأمور في غاية الصعوبة، لكنني أظن من جهتي أنها سهلة. يكفي أن تحترم الولايات المتحدة الأمة الإيرانية وشروط المساواة لمعاودة العلاقات» الدبلوماسية بين البلدين. وتابع إنه «في هذه الحال، ستصطلح الأمور. وستبقى هناك مسائل ثانوية يمكن مناقشتها، غير أنها لن تمت بصلة الى العلاقات الثنائية»، مؤكّداً «أن العلاقات والتعاون تقوم في ظل الاحترام المتبادل والمساواة».
إلى ذلك، أكد وزراء خارجية ألمانيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا، في بيان عن المفاوضات مع إيران، تصميمهم على «السعي إلى حل تفاوضي سريع لمسألة النووي الإيراني». وقالوا «خصّصنا مناقشاتنا لمراحل عملية جديدة للتوصل سريعاً الى ذلك».
وتابع البيان «إنّ هدفنا لا يزال حلاً تفاوضياً شاملاً وبعيد الأمد يمكن أن يعيد الثقة الدولية في الطبيعة المحض سلمية لبرنامج إيران النووي».
وفي طهران أيضاً، اغتيل عضو الهيئة التدريسية في جامعه طهران للعلوم الطبية، الطبيب الاختصاصي الدكتور عبد الرضا سود بخش، أمام عيادته في وسط المدينة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)