واشنطن ـ محمد سعيدخاص بالموقع - كشف الصحافي البارز في صحيفة «واشنطن بوست»، بوب وودورد، في كتابه الجديد «حروب أوباما»، الذي يصدر يوم الاثنين المقبل، ونشرت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» مقتطفات صغيرة منه، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورغم إلحاحه على مستشاريه وقادته العسكريين التقدم بخطة للخروج من أفغانستان، إلا أن هؤلاء القادة دأبوا بانتظام على عرض خيارات تتطلب جوهرياً فقط إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، الأمر الذي دفعه في نهاية المطاف إلى وضع «ورقة شروط» من ست صفحات تدعو إلى الحد من تورط الولايات المتحدة. وعزا موقفه في حديث مع وودورد إلى أنه «لا يريد أن يخسر الحزب الديموقراطي برمته».
وقال وودورد في كتابه استناداً إلى محاضر اجتماعات سرية بين أوباما ومستشاريه العسكريين، إن الرئيس الأميركي كان قد تطلع العام الماضي إلى طريقة تخرج الولايات المتحدة من الحرب في أفغانستان، وأنه في كل الاجتماعات التي عقدت لمراجعة الاستراتيجية الأفغانية التي طرحت في عام 2009، تجنب على الدوام الحديث عن نصر وهو يصف أهدافه. وأبلغ نائبه جوزيف بايدن الدفع في الاجتماعات باتجاه اعتماد استراتيجية بديلة تعارض زيادة القوات في أفغانستان.
ويقول وودورد إن بعض الأعضاء الرئيسيين في طاقم أوباما للأمن القومي والسياسة الخارجية يشككون في فعالية الاستراتيجية الأفغانية، وقد أمضوا الأشهر العشرين الأخيرة يتشاجرون بعضهم مع بعض حولها. ويضيف أنه «من بين هؤلاء المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، الذي يعتقد أن هذه الاستراتيجية لن تنجح».
كذلك ذكر الكتاب أن بايدن شكك في حظوظ نجاح الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان، فيما رأى مستشار أوباما في الشؤون الأفغانية، الجنرال دوغلاس لوتي، أن المراجعة الاستراتيجية التي أجراها أوباما لم تكن مفيدة.
ويكشف الكتاب حجم الخلافات وعمقها بين مختلف المسؤولين في البيت الأبيض إزاء الحرب على أفغانستان، التي استمرت حتى بعد موافقة أوباما على إرسال نحو 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.
ويشير الكتاب خاصة إلى الخلافات بين رئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مولن، ورئيس القيادة المركزية في عام 2009 وقائد القوات الأميركية ــــ الأطلسية في أفغانستان، الجنرال ديفيد بيترايوس. ويضيف أن أوباما واظب على طلب «خطة المخرج» مع كل طلب قدمه القادة العسكريون لزيادة عدد القوات في أفغانستان، وأظهر إحباطه من هؤلاء القادة الذين لم يلبوا مبتغاه. وفي إحدى الجلسات الخاصة بالاستراتيجية، لوح أوباما بمذكرة من مكتب الإدارة والموازنة، التي وضعت علامة سعر 889 مليار دولار على مدى 10 سنوات على النهج العسكري الذي لا نهاية له.
وتوصل أوباما مع انتهاء مراجعة استراتيجيته الأفغانية عام 2009 إلى نتيجة مفادها أن نجاح مهمة أفغانستان يتطلب مهاجمة ملاذات «القاعدة» و«طالبان» في باكستان، ما دفعه إلى الموافقة على قيام وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) على تشكيل قوة عمل خاصة سرية من 3000 أفغاني، مدربين على مكافحة المقاومة، على أن تقوم بعمليات سرية في غاية الحساسية في باكستان لملاحقة وقتل عناصر وكوادر «طالبان» و«القاعدة».
ويتضمن الكتاب بعض المعلومات المتعلقة بالرئيس الأفغاني حامد قرضاي، إذ يقول السفير الأميركي في أفغانستان، كارل إيكنبيري، إن قرضاي «يعاني الاكتئاب ويتناول أدوية».