يبدو أن الحرب ضد إيران قد تغيّرت وجهتها من حرب عسكريّة إلى حرب نفسية وإعلامية. ولعل الهجوم الفيروسي الأخير على إيران إشارة واضحة إلى تغيّر الصورةوصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، ما يجري بين بلاده والولايات المتحدة بـ«الحرب النفسية»، فيما أعلنت قوات البحرية الأوروبية أن سفينة إيطالية تمكّنت من تحرير قارب يرفع العلم الإيراني كان قد اختطفه قراصنة صوماليون عند سواحل تنزانيا.
وقال نجاد، أمام ملتقى أئمة الجمعة، إن «الحرب الرئيسية بين إيران وأميركا هي الحرب النفسية». وأضاف «إن الاستكبار العالمي اليوم أسوأ نظام في تاريخ البشر، وإن الجرائم التي ارتكبها الاستكبار خلال العقود الماضية تزيد بأضعاف على جميع المجازر التي ارتكبت خلال تاريخ البشرية».
وتطرق نجاد إلى زيارته الأخيرة لأميركا، معتبراً أن «المقابلات الصحافية التي أجريتها في نيويورك كانت بمثابة حرب حقيقية، وأنا على علم بأنني لا أجلس أمام صحافي، لأنه ليس هناك في أميركا وسيلة إعلامية واحدة حرة».
وفي إشارة إلى مقابلاته الصحافية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، قال نجاد «إنهم أرسلوا جميع ضباطهم للحرب، وبالطبع لتنفيذ أمر واحد عبر طرح الأسئلة، وقد نفذوا جميعهم ذلك الأمر».
بدوره، وصف رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان)، علي لاريجاني، «أداء الغربيين ودعوتهم إلى التفاوض بالمسرحية السياسية، لأنهم لا يسعون إلى التفاوض، لأن نتيجته معروفة مسبقاً. وإذا كان هدفهم التفاوض، فلماذا أصدروا القرار (فرض العقوبات)؟».
وتابع لاريجاني، أمام حشد في مدينة ملارد غربي طهران، أن «الأميركيين يرتكبون خطأً فادحاً. فعندما يصدرون القرار (العقوبات) يجعلون الشعب الإيراني أكثر تصميماً على مواجهتهم، ولكنهم لا يسمعون صوت كراهية الشعب الإيراني لهم».
في المقابل، دعا عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى أن تطبّق على شركات أجنبية، صينية خصوصاً، العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع الطاقة الإيراني بسبب برنامج طهران النووي.
وطالب السيناتور الديموقراطي النافذ، تشارلز شومر، وزميله الجمهوري جون كايل، في رسالة إلى كلينتون، بمعاقبة شركة «تشاينا بتروليوم كومباني»، التي تواصل أعمالها في إيران على الرغم من العقوبات الأميركية.
وكانت صحيفة «الشعب» الصينية قد نقلت عن رئيس دائرة الدعاية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، لي تشانغ تشون، قوله أثناء زيارة إلى إيران، إن «الصين راغبة في مواصلة الحفاظ على اتصالات عالية المستوى وتبادل الوفود على جميع المستويات مع إيران وتعميق الثقة السياسية المتبادلة».
في هذه الأثناء، أفادت صحيفة «يوميوري» اليابانية بأن الولايات المتحدة طلبت من حكومة طوكيو الانسحاب من مشروع حقل «أزاديجان» النفطي الإيراني، الذي تمتلك شركة «انبكس كورب» اليابانية حصة فيه، وذلك تنفيذاً لعقوبات واشنطن على طهران.
في غضون ذلك، أفاد بيان للبحرية الأوروبية بأن سفينة فرنسية حددت موقع القارب الذي يرفع علماً إيرانياً، أول من أمس، عند سواحل تنزانيا، حيث ربط بمركب طويل ومركبين بخاريين تابعين لقراصنة صوماليين، وقد استمرت بمراقبة القارب حتى وصول السفينة الإيطالية التي أرسلت مروحيات للتحقيق في الحادث.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)