استجابت واشنطن لمطالب إسرائيل وستبيع الرياض طائرات «إف ـ 15» لا تملك التقنيات الموجودة في تلك التي يستخدمها سلاحا الجو الأميركي والإسرائيلي
واشنطن ــ محمد سعيد
تعتزم الولايات المتحدة بيع السعودية طائرات مقاتلة من طراز «إف -15» بقيمة 30 مليار دولار ويستغرق تنفيذ صفقة البيع 10 سنوات. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الصادرة أمس إنّ الصفقة المقترحة كانت مصدر توتر خلال شهور من المفاوضات بسبب الموقف الإسرائيلي، إذ ذكرت الصحيفة أنّ المسؤولين الاسرائيليين نقلوا مخاوفهم مراراً قائلين إنّ الولايات المتحدة تخاطر بتقويض ميزتهم العسكرية بتجهيز منافسين إقليميين بأحدث تكنولوجيا الطيران، الأمر الذي دفع المسؤولين الأميركيين إلى تقديم «توضيحات» في الأسابيع الأخيرة بشأن هذه الصفقة للمساعدة في تبديد شكوك إسرائيل. وقال مسؤولون مطلعون على المفاوضات إنّه لا يزال لدى إسرائيل بعض التحفظات لكنّها لن تتحدى الصفقة من خلال استخدام أنصارها داخل وخارج الكونغرس للضغط من أجل تعطيل الصفقة.
كذلك جاء، نقلاً عن «مصدر رسمي في المنطقة»، أنّ الأمر الأهم بالنسبة لإسرائيل كان قرار إدارة أوباما عدم تزويد السعودية بأسلحة تحتوي على منظومات متطورة للمدى البعيد، والتي يمكن تركيبها على طائرات «أف -15» لاستخدامها في شن غارات على أهداف بحرية وبرية.
ونقل عن الناطق بلسان البنتاغون، جيف موريل، الذي رفض التحدث في تفاصيل المفاوضات، قوله إنّ الولايات المتحدة وإسرائيل عملتا معاً على مستويات رفيعة من أجل معالجة مخاوف إسرائيل. وأضاف إنّ إسرائيل ليست الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها مخاوف أمنية، وأنّ هناك التزامات للولايات المتحدة تجاه دول أخرى حليفة. ومن المتوقع أن تخطر وكالة التعاون الأمني العسكري التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) رسمياً الكونغرس بشأن الصفقة في وقت مبكر من الشهر المقبل.
وبموجب الصفقة الجديدة فإن السعودية سوف تشتري 84 طائرة مقاتلة من طراز «إف ـ 15» تنتجها شركة بوينغ الأميركية مزودة بأنظمة شبيهة بما يقدم لدول أجنبية أخرى ولكنّها لا تملك ذات التكنولوجيا المتقدمة في الطائرات التي يستخدمها سلاحا الجو الأميركي والإسرائيلي.
ويذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أجرى مباحثات مع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وكبار المسؤولين خلال زيارته الأخيرة لواشنطن في الشهر الماضي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إنّ محادثات باراك التي تناولت الصفقة السعودية كانت «بنّاءة». وأضاف المسؤول «لقد شعرنا بالارتياح إزاء طريقة تجهيز طائرات السعودية»، مشيراً إلى أنّ السعوديين قدموا ضمانات خاصة للولايات المتحدة بأنّهم لن يضعوا الطائرات في قواعد قريبة من الحدود مع إسرائيل. وذكرت الصحيفة أنّ المسؤولين الأميركيين أبلغوا باراك أنّ صفقة الطائرات المقترحة للسعودية سوف تعزز «المعتدلين» في منطقة الخليج وهو في نهاية المطاف يعزز أمن إسرائيل.