بول الأشقرأعاد رئيسا فنزويلا وكولومبيا هوغو تشافيز وخوان مانويل سانتوس العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين بلديهما، بعد قمة جمعتهما أول من أمس في جزيرة سانتا مارتا واستمرت 4 ساعات.
وبذلك، يكون الرئيسان قد نجحا في معالجة أخطر أزمة في تاريخ علاقتهما، ووضعا حداً لقطع العلاقات الدبلوماسية الذي حصل قبل 20 يوماً، وللقطيعة التجارية الحدودية قبل سنة.
ووضع الرئيسان، كما قال سانتوس، «خريطة طريق» لمعالجة المشاكل المترتّبة على التباعد ولتقديم حلول ملموسة لها من خلال تأليف 5 لجان مشتركة بشأن مسألة الديون العائدة للمصدّرين الكولومبيين، وبشأن التكامل الاقتصادي والاستثمار الاجتماعي في منطقة الحدود والبنى التحتية ونيّة فنزويلا الوصول إلى المحيط الهادئ، وبشأن موضوع الأمن على الحدود.
وتسارعت الأحداث نهار السبت الماضي بعد خطاب الرئيس سانتوس في حفل التنصيب، الذي قال فيه إنّه «لا يكنّ أي عداوة لأي حكومة».
وفي اليوم التالي، عقد وزيرا الخارجية اجتماعاً وصف بـ«الناجح»، وأعلنا عقد القمة الرئاسية. وعُقدت هذه الأخيرة في البيت الذي توفي فيه الـ«ليبرتادور»، أي المحرر سيمون سالفادور، على جزيرة سانتا مارتا الكولومبية.
ورمزية المكان المختار كانت قد أوحت بحسن انتهاء القمة، وكان سانتوس قد وصف، لدى وصوله إلى مطار سان مارتا، اللقاء بـ«التاريخي»، طالباً من «الله والمحرر أن يلهمانا لاتخاذ القرارات لمصلحة شعبينا»، فيما قال الرئيس تشافيز، الذي وصل مرتدياً لباساً رياضياً بألوان علم فنزويلا، الذي له ألوان العلم الكولومبي نفسها، «إنّنا هنا لنبدأ بإعادة بناء ما هُدم». وكان تشافيز قد تأخر نحو ساعة، بعدما عرّج على الحي الفقير من الجزيرة لمصافحة القاطنين الذين أعدّوا له أفضل استقبال.
وإضافة إلى أداء الرئيسين في طيّ صفحة الخلافات، تعدّ القمة نجاحاً لوزيرة خارجية كولومبيا آنا ماريا هولغين التي شغلت سابقاً منصب سفيرة بلدها في كراكاس، والتي كانت قد بدأت بعملية التقارب فور تعيينها، قبل أن تضع اتهامات حكومة الرئيس أوريبي أمام منظمة الدول الأميركية حداً لهذا التقارب. كذلك تُعدّ أيضاً إنجازاً لمنظمة أوناسور الإقليمية، وخصوصاً لأمينها العام نستور كيرشنير، الذي كان موجوداً في سانتا مارتا، وللبرازيل التي سهّلت التقارب بين الرئيسين قبل الانتكاسة وبعدها. وكان سانتوس قد اتصل بالرئيس لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا قبل القمة لإبلاغه أنّها ستؤدي إلى تطبيع العلاقات.
وبعد القمة، لم يوفّر الرئيسان الاستشهاد ببوليفار، وقد قدم تشافيز لسانتوس كتاباً عن حياة المحرر هدية لمناسبة ميلاد الرئيس الكولومبي الذي أكمل 59 سنة من يومين.
وأكد تشافيز مرات عدّة أنّ فنزويلا «لا تؤيّد وجود قوات خارجة عن القانون على أراضيها، إن كانت من مجموعات الكفاح المسلح أو من الباراميليتاريس أو من مافيات المخدرات... وأنا بحاجة إلى أن يثق بي رئيس كولومبيا كما أثق به».
ويرجّح أنّ وزيري الخارجية وضعا خلال الاجتماع الذي عقداه على هامش القمة الآليات الكفيلة للتنسيق المطلوب على الحدود.