font color="gray">خاص بالموقع - فيما تبدأ السيول في باكستان بالانحسار، تصحو البلاد على كارثة إنسانية، قوامها ملايين المشردين وإتلاف المحاصيل الزراعية من القمح والقطن والسكر، لتزداد الأمور سوءاً على الفقراء، في بلاد تحتضن الملايين منهم. وقد دعت الأمم المتحدة إلى إنشاء صندوق لجمع 460 مليون دولار لمساعدات طارئة. وتوقع المتخصصون في الرصد الجوي أن تكون الأمطار متقطعة أكثر من ذي قبل، رغم أن الإنذار من الفيضانات لا يزال قائماً حتى الغد (الجمعة) في بعض مناطق السند (جنوب) والبنجاب (وسط).
وقال رئيس جهاز الرصد الجوي عريف محمود، إن «مستوى السيول يتراجع في أنهار السند وسوات (شمال غرب)». وأضاف أن «مستوى السيول ينخفض أيضاً في نهر شنب في البنجاب، لكنه قد يرتفع في منطقة تاونسا من دون أن يبلغ مستوى خطيراً».
وبات الاهتمام مركزاً على الـ14 مليون شخص المتضررين بأضرار مختلفة، حسب الحكومة، بسبب أفدح فيضانات شهدتها البلاد منذ ثمانين سنة.
ونزح العديد منهم إلى الطرقات، وبعضهم إلى مخيمات أُقيمت على عجل محرومة في أغلب الأحيان الأغذية وتواجه موجة حر لا يطاق.
وأعلن المتحدث باسم مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، موريزيو جيوليانو، قائلاً: «نقدر عدد الذين في حاجة إلى مأوى بما لا يقل عن مليوني نسمة، وقد وفرنا مأوى لربعهم تقريباً».
وأضاف أن «تسليم الخيم وغيرها من معدات البناء بدأ في البنجاب ونستعد له في السند».
من جهة ثانية، قال مسؤولون زراعيون إن الفيضانات دمرت نحو 500 ألف طن من القمح، ما يعني فائضاً أقل للبلاد هذا العام، وسببت أيضاً أضراراً لإمدادات السكر والقطن.
ودمرت الفيضانات ما يصل إلى مليوني بالة من القطن. وقال اتحاد المزارعين إن إنتاج باكستان من السكر المكرر يمكن أن يتراجع أيضاً 500 ألف طن بسبب الأضرار التي لحقت بالمحصول جراء الفيضانات.
وذكر مسؤولون في وزارة الغذاء أنّ نحو 600 ألف طن من القمح تضررت أو دمرت في الفيضانات.
ومن المرجح تعويض خسائر القمح الذي حصده المزارعون أخيراً من إمدادات من المخزونات الحكومية.
وحصدت باكستان ثالث أكبر منتج للقمح في آسيا 23.80 طن من القمح في موسم 2009 ــ 2010.
وبالإضافة إلى مخزون مرحل، لدى البلاد مخزونات تزيد على 28 مليون طن. ويبلغ استهلاك باكستان من القمح نحو 23 مليون طن سنوياً.
هذا وتفقد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي يواجه انتقادات لتغيبه خلال الفيضانات، المناطق المتضررة والتقى عدداً من المنكوبين.
وأمام هول الكارثة، وجهت الأمم المتحدة الأربعاء نداءً لإنشاء صندوق بنحو 460 مليون دولار لمساعدات طارئة للمشردين، ولا سيما ستة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية فورية.
وقال رئيس المكتب جون هولمز لدى إعلانه ذلك النداء إن «رد الأسرة الدولية حتى الآن كان مشجعاً، ومن الحيوي أن يتواصل». وقدرت الأمم المتحدة عدد القتلى بنحو 1600، بينما أكدت الحكومة الباكستانية مصرع 1243 شخصاً.
وقال هولمز: «لا تنخدعوا بتلك الأرقام، إنها كارثة كبرى»، لأنه إذا كانت هذه الأرقام منخفضة نسبياً، مقارنة بكوارث طبيعية أخرى، فإن عد المتضررين «مرتفع على نحو غير مسبوق».
وحذر من أنه «إذا لم نتحرك بما يكفي من السرعة، فقد يموت العديد من الأشخاص بالأمراض والجوع».
وترى الأمم المتحدة أن الفيضانات العارمة التي تجتاح باكستان بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة جداً، تمثّل كارثة أكبر في مجال الخسائر البشرية من التسونامي الذي ضرب المحيط الهندي في كانون الأول 2004 وأوقع نحو 220 ألف قتيل.
ونشرت الولايات المتحدة حاملة مروحيات قبالة السواحل الباكستانية للإسهام في مضاعفة عدد الطائرات التي تشارك في عملية الإغاثة بثلاث مرات، كما أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)