عطري ينفي وجود خلافات مع إيران ونجاد يتبادل التهانئ مع عبد اللهيبدو أن الاعتقاد السائد اليوم في طهران ودمشق بات يستبعد الحرب الإسرائيلية على إيران، التي لن تتوقف تداعياتها على البلد الإسلامي، بل ستفجّر المنطقة برمّتها حسب تعبير رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري استبعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متّكي، أمس، شنّ إسرائيل هجوماً على إيران، لأن الظروف في المنطقة غير مؤاتية لذلك، متهماً الاتحاد الأوروبي بالخضوع للهيمنة الأميركية. وجاء تصريح متكي عقب إعلان مماثل لرئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، الذي حذّر أيضاً من أن ردّ فعل طهران على حرب من هذا النوع «ستفجّر المنطقة».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «فارس» عن متّكي قوله، بعيد عودته من دمشق، «إن الظروف التي تمرّ بها المنطقة لا تساعد على أن تقوم إسرائيل بشنّ هجوم على إيران، لأن واشنطن وتل أبيب تدركان تماماً أن دخولهما في نزاع مع إيران لن يكون محدوداً، بل سيكون واسع النطاق».
وأوضح أن «الكيان الصهيوني سيتحمّل خسائر جسيمة، وهزيمة أميركا في مثل هذا الهجوم ستكون أيضاً أسوأ مما هي عليه في العراق وأفغانستان».
من ناحية ثانية، قال الوزير الإيراني إن أوروبا وضعت كل ما لديها من إمكانيات تحت تصرّّف البيت الأبيض، خلال السنوات الثماني التي حكم فيها الرئيس جورج بوش، حتى باتت تفتقر إلى سياسة خارجية خاصة بها، ما يعني اليوم هزيمة لسياسات الاتحاد الأوروبي أمام «التسلّط» الأميركي.
وفي السياق، قال رئيس الوزراء السوري، في حوار مع أسبوعية «26 سبتمبر» المتحدثة باسم الجيش اليمني، إنه يستبعد أن تكون هناك حرب مقبلة في المستقبل، «ولكن الإشارات غير مطمئنة»، متسائلاً عمّا إذا كانت أميركا ستعطي الدولة العبرية «الإذن بشنّ حرب على إيران... لأن إسرائيل لا بد أن تأخذ الإذن، لكنني أشك في أن أميركا ستمنحها هذا الإذن، لأن ردّ الفعل من إيران سيكون غير متوقع، وستُفجَّر المنطقة بكاملها». وأضاف «لهذا أرى أن الحديث عن الحرب فوق التوقعات، والتي دائماً أسمّيها بالونات أو فقاعات في الهواء».
كروبي يتّهم الولايات المتحدة وبريطانيا بإعطاء هدية للنظام الإيراني
وقال عطري «إن العدو الرئيس للأمتين العربية والإسلامية هو إسرائيل، وإن الأطراف الدولية متواطئة معها لتحقيق أطماعها في المنطقة». وتابع أنه لا طائل من المفاوضات الجارية في ظل الضعف العربي الراهن، وأن المقاومة المدعومة بموقف عربي قوي هي وحدها التي يمكن أن تجبر إسرائيل على التفاوض الجاد. وأضاف أن «الولايات المتحدة، بكل أسف، ليست وسيطاً نزيهاً (في المفاوضات بين إسرائيل وسوريا). الدول الغربية ليست وسيطة نزيهة، ونحن فاقدون الأمل بكل الأطراف الغربية وبكل ما يدعون إليه حتى مبادرة السلام العربية».
وبشأن ما تردد عن وجود خلاف سوري ـــــ إيراني، قال عطري «هناك تنسيق كامل بيننا وبين الإخوة الإيرانيين. هذا التنسيق له بعد استراتيجي، وهو الذي يرسم معالم المرحلة المقبلة بيننا وبين الإيرانيين». غير أن عطري استدرك قائلاً «هذا الموضوع ليس له علاقة بما يجري على الساحة العراقية. من وجهة نظر سوريا، فإن عروبة العراق خط أحمر، وهذه هي الرسالة الرئيسية التي تركز عليها سوريا في كل ما يتعلق بما يجري على الساحة العراقية».
من جهة ثانية، قال مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما، جيم جونس، إن الولايات المتحدة لديها «مساحة كافية للمناورة» تسمح بإعطاء العقوبات التي فرضت على إيران فسحة من الوقت حتى تعمل قبل أن تلجأ إلى سبل أخرى لمنعها من تطوير أسلحة نووية.
وقال جونز لشبكة «سي أن أن» التلفزيونية الأميركية «نريد أن نعطي هذه العقوبات فرصة جيدة للعمل قبل أن نفعل أي شيء آخر».
في هذه الأثناء، تبادل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والملك السعودي عبد الله، في اتصال هاتفي، التهانئ بحلول شهر رمضان، حسبما ذكرت وكالة «مهر» الإيرانية.
من جهة أخرى، دافع الرئيس الإيراني عن مدير ديوانه اسفنديار رحيم مشائي، الذي تعرّض منذ أيام لانتقادات محافظين، لقوله «إذا كانت هناك إرادة لعرض واقع الإسلام في العالم، فلا بد من رفع العلم الإيراني»، لأن «إسلام الإيرانيين إسلام مختلف، متنوّر، ومؤهّل للمستقبل».
وأعلن الرئيس الإيراني أن «مشائي مدير ديواني، وأنا أثق به تماماً. إنه مؤمن ووفيّ لمبادئ الجمهورية الإسلامية».
وردّ مستشار الرئيس المحافظ، محمد تقي مصباح يزدي، في اليوم التالي، مؤكداً أن «من يروّج لمدرسة إيران محل الإسلام ليس منّا».
في غضون ذلك، اتهم رئيس حزب «اعتماد مللي» الإصلاحي، مهدي كروبي، في مقابلة مع صحيفة «الغارديان»، الولايات المتحدة وبريطانيا بـ«تبنّي سياسات ذات نتائج عكسية» في مواجهة البرنامج النووي الإيراني المفترض، واصفاً العقوبات بأنها «هدية للنظام الإيراني قدّمت الذريعة له من أجل قمع المعارضة وتحميلها مسؤولية الوضع غير المستقر في البلاد».
إلى ذلك، أعلن رئيس ورشة محطة بوشهر النووية الإيرانية، محمود جعفري، أن بلاده أتمّت الاختبارات الرئيسية للمحطة الكهروذرية، وبدأت أخيراً بمرحلة اختبارات تسبق تدشين المحطة.
(أ ف ب، يو بي ىي، مهر، إرنا)