خاص بالموقع- تشكو ساباغي خاتون يائسةً أمام أولادها الستة وتقول «كيف تريدون ألّا نصوم، ليس لدينا ما نأكله؟»، وهي لم تعد تملك شيئاً كغيرها من ملايين الباكستانيين الذين يعيشون رمضاناً بائساً هذه السنة بسبب الفيضانات التي دمرت بيوتهم.
وتخيّم أسرتها في العراء على حافة طريق سريع، وقرب قناة قذرة تمثّل مصدر المياه الوحيد المتوافر في المنطقة ليروي النازحون عطشهم بعد أيام تحت الشمس.

واستيقظ ملايين الباكستانيين، الخميس قبل الفجر، ليتناولوا السحور قبل يوم الصوم الطويل، غير أنهم لا يملكون ما يكفيهم لتحمّل الصوم، فضلاً عن عدم امتلاكهم ما يفطرون عليه.

وقد فرّت خاتون من قريتها كارامبور في ولاية السند (جنوب) لتلجأ إلى سوكور التي تبعد 75 كيلومتراً، فانضمّت بذلك إلى حوالى ستة ملايين باكستاني لا يمكنهم البقاء أحياءً بدون مساعدة، حسبما تقول الأمم المتحدة.

وقالت «نحن جائعون منذ أيام، ورمضان لا يجلب لنا أي فرح هذه السنة. عادة نحتفل به في القرية في أجواء من الفرح. لكن هذه السنة ليس لدينا ما نأكله. لذلك لم ننتظر طويلاً أنا وأبنائي لنصوم».

وتأثر حوالى 14 مليون باكستاني، بينهم عدد كبير من الأطفال، بالفيضانات التي دمّرت جزءاً من البلاد. وقال محمد باريال (55 عاماً) إن «قريتنا تحت المياه وبيوتنا ومحاصيلنا دمّرت، ونكافح حالياً من أجل البقاء»، فيما يسيطر عليه الخوف خشيةً على حياة أحفاده الستة الجائعين.

والحكومة التي تجاوزتها الأحداث، وعدت بتقديم وجبة ساخنة للضحايا خلال رمضان، وبدفع تعويضات إلى عائلات القتلى. لكنّ قلة في سوكور يأملون وصول هذه المساعدة.

كذلك وعدت منظمة جماعة الدعوة الإسلامية التي تتمتع بوجود كبير بين المنكوبين، وتتهمها واشنطن بنشر التطرف، بتقديم وجبة إفطار.

ويرى محمد جدم (30 عاماً) الذي قدم من قرية ثول على بعد 120 كلم شمالي سوكور، أن الحكومة خانته في أسوأ الأوقات، معبّراً بذلك عن رأي العديدين الآخرين. وقال «لم أتصوّر يوماً أنني سأمضي الشهر المبارك في هذه الظروف. الصوم لله لكنني لا أملك شيئاً آكله على كل حال. الحكومة لم تفعل شيئاً لأطفالنا الذين يموتون جوعاً».

أما تاج محمد (12 عاماً) فيقول «لم نحتفل برمضان ببذخ يوماً لأننا فقراء، لكننا كنا نملك على الأقل بعض الغذاء وسقفاً ومياهاً في رمضان».

وأضاف «والدي يجلب لنا ملابس جديدة في العيد عادةً. لكن الآن علينا أن نضمن بقاءنا».

ويمثّل تأمين وجبتَي السحور والإفطار والمياه لأفراد أسرته المكوّنة من 15 شخصاً حلماً لوجد علي الممرض الذي لجأ إلى مدرسة في إقليم شرسادا (شمال غرب)، بعدما فقد وعائلته كل شيء حين اجتاحت المياه منزلهم في قرية عزيز خال، لكنهم لم يجدوا الكثير عندما لجأوا إلى شرسادا. ولفت علي إلى أن «العثور على مياه للشرب هو أكبر مشكلة». وختم حديثه بالقول «نعاني جميعاً من مشاكل في المعدة، وليس هناك ما نأكله».

(أ ف ب)