بول الأشقرانتهى المنتدى الاجتماعي الرابع للأميركيات في أسونسيون في الباراغواي، الذي تطابق مع مرور سنتين على رئاسة فرناندو لوغو، الذي يعاني من إصابة بالسرطان، ما سيلقي غيوماً على السنوات الثلاث الباقية من ولايته الصعبة أصلاً في ميزان قوى لا يساعد قوى التغيير. وقمة أسونسيون، التي جمعت لوغو بإيفو موراليس الرئيس البوليفي وخوسي بيبي موخيكا رئيس الأوروغواي كانت أول نشاط له منذ عودته من علاجه الطبي من البرازيل. وفي خطاب إلى مواطنيه، أعلن عن خطة لتصنيع الصويا، ولا سيما أن الباراغواي هي رابع مصدر عالمي لهذا النوع من الحبوب. وتأخر إيفو موراليس يوماً كاملاً عن القمة لمعالجة أزمة مطلبية في ولاية بوتوزي الموالية. الصراع يدخل في يومه العشرين وكما حصل في الصراعات الأخرى، التفاوض تحت الضغط هو عامل أساسي للمعالجة. ومنذ توليه رئاسته الثانية وبعكس الرئاسة الأولى، حيث كان الاعتراض وحتى التآمر في الولايات الشرقية وعلى رأسها سانتا كروز، فإن الحركة المطلبية هي في المناطق الموالية وفي قاعدته السياسية. الوزراء يفاوضون والقاعدة تضغط وإيفو يحسم، هذا هو النموذج. بيبي موخيكا لم يتأخر ولم يكن تحت الضغط، فهو آت من بلد مستقر ويحمل تجربة يسارية انتخبت رئيسها الثاني. وأي رئيس: زعيم التوباماروس قبل ثلاثة عقود، التي حوّلها إلى حزب ضمن الجبهة العريضة اليسارية ووصل إلى الرئاسة. تجربة بيبي موخيكا وصدقيته وشخصيته البراغماتية تؤهله بالرغم من صغر بلده ليملأ مساحة بيضة القبان التي شغلها الرئيس البرازيلي لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا خلال كل السنوات الأخيرة.
في غياب الرئيسين الفنزويلي تشافيز والبرازيلي لولا المشغولين بالشؤون الانتخابية، الاول لضمان أكثرية الثلثين في الانتخابات التشريعية والثاني لإنجاح خليفته ديلما روسيف، طغت اهتمامات الدول الصغيرة ومسؤوليات حكوماتها اليسارية في تفعيل العملية الاندماجية بينها وأعيد تفعيل هيئة قديمة بين الدول الثلاث. ثم انتقل الرؤساء الثلاثة إلى ختام المنتدى وهو نشاط قاري يتفرع من شبكة المنتدى الاجتماعي العالمي. والثلاثة تشكيلة أخرى ومعبرة عن الأجيال اليسارية التي حملتها موجة العقد الأخير. وفي ليلة مضيئة تساعد على تأجيل الهموم، تحدث لوغو عن «استرجاع السيادة التي هي الضمانة بأنّ التغيير يحصل لمصلحة الشعوب». ودعا إيفو زعيم الأيمارا، الذي أعاد تأسيس بوليفيا وحامل الراية المناضلة ضد الإمبريالية، إلى برنامج ضد التغيير الحراري لأنّ «الشعوب المنظمة أقوى من أية دولة»، فيما شكك موخيكا في الحضارة الغربية «التي حددت شكل الديموقراطية الوحيد، وليس هناك نموذج: النضال هو لنماذج متعددة لأنّنا شعوب متعددة».