نيويورك ـ نزار عبودبينما تقف إسرائيل معارِضةً بياناً للّجنة الرباعية لم يصدر بعد، كانت الأمم المتحدة تشيع أجواءً من الآمال المفعمة بالواقعية البراغماتية عن الجهود التي تُبذل لدفع عملية المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين لكي تصبح مباشرة من دون أهداف واضحة.
ففي مطالعته الشهرية عن الحالة في الشرق الأوسط، التي عرضها أمس، لم يقدّم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى مجلس الأمن الدولي أية أفكار جديدة لخرق الجمود ووقف السرقة المنظّمة للأراضي الفلسطينيّة، باستثناء الإعراب عن الأمل بمزيد من التقارب. واكتفى بالتأكيد على الجهود التي تُبذل لدفع المفاوضات المباشرة مع أعضاء اللجنة الرباعية، شاكراً المجموعة العربية على تأييدها للخطوة من خلال بيان وزراء الخارجية، والاتصالات التي تجرى مع عدد من زعماء المنطقة لهذه الغاية.
وحثّ بان في كلمة ألقاها نيابةً عنه مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، أوسكار فيرنانديز تارانكو، على تقدّم المفاوضات، داعياً إلى الاستفادة من المساعي الدولية والإقليمية، قائلاً «ملؤنا أمل بأن يلتقط القادة من الطرفين هذه الفرصة ويتحاوروا على طريق من التقدم الحاسم نحو سلام مستدام بحل الدولتين ضمن جدول زمني واقعي».
ودعا تارانكو إلى تمديد العمل بتجميد الاستيطان، مذكّراً بأن إسرائيل ملزمة بالتجميد وبتفكيك البؤر المقامة منذ 2001 حسب خارطة الطريق. وتحدّث عن التوسع المتواصل في الاستيطان داخل القدس الشرقية واحتلال منازل الفلسطينيين. وأعرب عن قلقه من مواصلة تدمير المساكن الفلسطينية في الضفة بما ألحق أضراراً بأملاك 212 مواطناًَ، وحذّر من المزيد من المعاناة الإنسانية جراء الهدم المقرّر لمسكنين في الفارسية في شمال وادي نهر الأردن عائدين إلى عائلتين شُرّدتا جراء هدم إسرائيلي سابق.
وتحدّث عن 313 اجتياحاً خلال شهر لأماكن في الضفة الغربية، ما أدى إلى مصرع فلسطيني وجرح 15 واعتقال 162. بينما لحقت إصابات بثلاثة إسرائيليين. وعن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وما نجم عنها خلال شهر من جرح سبعة وإتلاف أملاك كثيرة.
كذلك، تناول التقرير مخاطر عجز السلطة عن دفع الرواتب في أيلول المقبل بسبب ضمور المساعدات الدولية، ولا سيما الأميركية، التي تراجعت بنحو 200 مليون دولار، في وقت لم تعد فيه السلطة قادرة على الاقتراض من المصارف.
وبالنسبة إلى حصار غزة، تحدث عن تحسن ملموس في عدد الشاحنات التي سمح لها بالدخول حيث بلغ العدد 1006 أسبوعياً، بزيادة نسبتها 30 في المئة عن الشهر السابق. وسُمح بدخول 100 مليون شيكل إلى غزة. وفيما رحب بهذه التطورات، دعا إلى المزيد من السماح بالحركة لتلبية احتياجات إعادة البناء تطبيقاً لبيان الرباعية وقرار مجلس الأمن 1860.
وأشار إلى صعوبات بيروقراطية إسرائيلية كأداء في تنفيذ المشاريع المتّفق عليها، وأبرزها الـ150 مبنى في خان يونس، التي اتفق عليها مع الأمين العام للأمم المتحدة. وحذّر من مخاطر إغلاق مدارس تابعة للأونروا بسبب النقص في التمويل. وبشأن الوضع في جنوب لبنان، وصف التقرير حادث العديسة بأنه الأخطر منذ إصدار قرار مجلس الأمن 1701 عام 2006، ووعد بإطلاع المجلس على نتائج تحقيق اليونيفيل فور انتهائه، وذكّر بأن الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية لم تتوقف خلال الشهر. وتحدث عمّا وصفها بـ«تطورات سياسية وأمنية مهمّة وقعت في لبنان»، مشيراً إلى زيارات كلّ من العاهل السعودي الملك عبد الله، والرئيس السوري بشار الأسد، وأمير قطر الشيخ حمد آل ثاني، مشيراً إلى أنها «تشير إلى التزام قويّ من جيران لبنان العرب بالحفاظ على الأمن في البلاد، وجاءت على خلفية التوتر الناجم عن التكهنات والشائعات والادعاءات المتعلّقة بقرارات ظنية محتملة من محكمة لبنان الخاصة».
وتناول التقرير مقتل قائد فتح الإسلام عبد الرحمن عوض ومساعده بكر مبارك في شتورا على يد استخبارات الجيش اللبناني بدون أيّ تعليق. كما أشار إلى إقرار مجلس النواب لقانون يمنح الفلسطينيين حقوقاً مدنية، مذكّراً بأن الأمم المتحدة بذلت مساعيها لتحسين أوضاع اللاجئين. وأعرب عن قلقه مجدّداً من تأخر إعادة بناء مخيم نهر البارد.
وبعد تلاوة التقرير، انتقلت جلسة مجلس الأمن إلى المشاورات المغلقة وسط انتظار بيان اللجنة الرباعية ونتائج الاتصالات الدولية والإقليمية.