واشنطن ــ محمد سعيد أعربت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في تقريرها السنوي الذي قدمته إلى الكونغرس عن الجيش الصيني، عن قلقها إزاء تنامي قوة الصين العسكرية بدرجة كبيرة، وهو ما يجعلها أكبر وأكثر تأثيراً وقوة. وأشارت صحف أميركية رئيسية إلى أنّ العديد من كبار مسؤولي البنتاغون يرون أنّ برنامج تحديث الجيش الصيني يعكس طموح قوة عالمية صاعدة سيجعلها منافساً لمصالح الولايات المتحدة في منطقة المحيط الهادئ. وأعرب مسؤولون أميركيون عن قلقهم إزاء الغموض الذي يحيط ببرنامج تطوير قوتها العسكرية ونيّاتها وقدراتها، زاعمين أنّ ذلك من شأنه التسبّب في عدم الاستقرار في المنطقة.
ويقدر التقرير، الذي صدر بعنوان «التطورات العسكرية والأمنية فى جمهورية الصين الشعبية»، إجمالي ما أنفقته الصين خلال العام الماضي على تنمية قدراتها العسكرية والتسليح بنحو 150 مليار دولار، بزيادة نحو 7.5 في المئة. ويوضح تقرير البنتاغون أنّ لدى الصين برنامجاً نشطاً لتطوير وإنشاء عدّة حاملات طائرات، ومن الممكن أن تبدأ في تشييدها نهاية العام الحالي. وأظهر أيضاً أنّ الصين تنوي توسيع ترسانتها من الغواصات النووية وقاذفات الصواريخ البحرية.
ويرى محللون أنّ التقرير يعكس مصلحة الولايات المتحدة في التهوين من الخلافات في العلاقات الثنائية مع الصين، مشيرين في هذا الشأن إلى أنّ الولايات المتحدة لا تزال تحتل المرتبة الأولى في الإنفاق العسكري في العالم. وانتقد مسؤولون في البنتاغون إجراءات الصين خارج مياهها الإقليمية، وخصوصاً في بحر الصين الجنوبي، مشيرين إلى المخاوف التي تتمثل في حرص الصين على اقتناء أسلحة تلغي قدرة السفن الحربية الأميركية على العمل في المياه الدولية أمام السواحل الصينية، وإلى أنّ هذه الأسلحة تتضمن صواريخ بعيدة المدى وأسطولاً من الغواصات والسفن الحربية. كذلك رأى التقرير أنّ «ميزان القوى العسكري عبر مضيق تايوان لا يزال يميل لمصلحة الصين». وأضاف: يبدو أنّ تحديث القوات الصينية يهدف في جزء منه إلى تحقيق ميزة استراتيجية في التعامل مع تايوان التي تعدّها الصين إقليماً منشقاً عنها. إلا أنّ التقرير حذر من أنّ الافتقار إلى الشفافية «يزيد من احتمال سوء الفهم والتقدير بصورة تتعدى حدود المنطقة».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في البنتاغون توقعاتهم بشأن عزم الصين توسيع نطاق المطالبات بالاختصاص البحري المنصوص عليها في القانون الدولي.
وانتقد التقرير قرار الصين تعليق الاتصالات العسكرية مع الولايات المتحدة، قائلاً إنّ علاقة مستدامة يمكن الاعتماد عليها بين الجيشين الصيني والأميركي من شأنها تعزيز الثقة والتفاهم المتبادل وتوسيع التعاون. ولاحظ التقرير أيضاً أنّ الصين تبني قدرات فضائية وتطوّر مهاراتها في مجال الكمبيوتر والإنترنت، مشيراً إلى أنّ القدرات الصينية على تنفيذ هجمات عبر الكمبيوتر هي لغز.
وذكّر التقرير بتعرّض أجهزة كمبيوتر في أنحاء العالم، بينها أجهزة تملكها الحكومة الأميركية، لهجمات إلكترونية مصدرها الأراضي الصينية، مشيراً إلى أنّ الهجمات كانت تستهدف الحصول على معلومات تجارية وعسكرية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنّ التقرير، الذي يقع فى 83 صفحة والذي كان مقرراً له أن يصدر في مطلع شهر آذار الماضي، هو أكثر طموحاً في نطاقه، لكونه يتضمن مناقشة رؤية البنتاغون لاستراتيجية الصين الأوسع ووجهات نظر المسؤولين الأميركيين للعلاقات معها. ونقلت الصحيفة عن المحلل ديفيد فينكلشتاين قوله إنّ التقرير يتضمن الرسالة التي تريد واشنطن إرسالها إلى الصين بشأن توسيع التبادلات العسكرية.