واشنطن ـ محمد سعيد خاص بالموقع- فيضانات قلبت كارثة الفيضانات في باكستان استراتيجية البيت الأبيض الخاصة بأفغانستان وباكستان رأساً على عقب، حيث تجابه الولايات المتحدة هناك أزمة إنسانية كبيرة وجماعات مسلحة عازمة على استغلال هذا الموقف البائس في بلد هي واحدة بالفعل من أكثر مشكلاتها الشائكة.

ففي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الأميركية تركيزها العلني على جهود الإغاثة، ينشغل كبار المسؤولين الأميركيين في تقويم التأثير الاستراتيجي لهذه الأزمة على المدى الطويل.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أميركي قوله إن «وقوع الكارثة سيؤثر على جميع جوانب العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان، ويمكن أن يؤثر على الحرب في أفغانستان والمعركة الأميركية الواسعة النطاق ضد تنظيم القاعدة».

ويسود اعتقاد بأن الحكومة الأميركية في ظل معاناة الاقتصاد الباكستاني من ضربة خطيرة، يمكن أن تضطر إلى إعادة توجيه جزء من حزمة مساعدات اقتصادية قدرها 7.5 مليارات دولار الى باكستان للاحتياجات العاجلة مثل إعادة بناء الجسور بدلاً من أهداف أكثر طموحاً مثل تطوير شبكة الكهرباء المتهالكة.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة ستتعامل مع حكومة باكستانية عاجزة وجيش حوّل تركيزه حتى الآن عن اجتثاث المسلحين إلى إجلاء الناس من مياه الفيضانات.

ونقلت عن مسؤول أميركي كبير لم تفصح عن هويته قوله إن السلطات الباكستانية «قاربت من نقطة الانهيار» بسبب هذه الأزمة، فاستجابة باكستان غير المنتظمة ستزيد المخاوف من أن تحقق «طالبان» مكاسب عبر تكثيف جهودها لتوفير إمدادات طارئة من الطعام والإيواء.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة ستعقد جلسة خاصة فى وقت لاحق اليوم بشأن هذه الفيضانات، أملاً في تعزيز الاستحابة العالمية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، إن الوزيرة هيلاري كلينتون ستعلن في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس تقديم مساعدات بقيمة 90 مليون دولار، ما يرفع إجمالي المساعدة الطارئة إلى 150 مليون دولار. كما يوجد حالياً 18 طائرة عسكرية ومدنية أميركية في باكستان لدعم عمليات الإغاثة من الفيضانات، وقد أجلت هذه الطائرات 5912 شخصاً ونقلت كمية كبيرة من إمدادات الإغاثة.

وقال كراولي إن اجتماع نيويورك الذي يعقد على مستوى وزاري مخصص لتقويم نطاق وحجم الأضرار التي نجمت عن الفيضانات في باكستان، وهو فرصة للتعبير عن التضامن مع باكستان ولتعبئة الدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإغاثة المتضررين من الفيضانات.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك «نحن بالطبع لا نغفل عن الآثار السياسية والاستراتيجية لهذه الكارثة، ولكن في الوقت الحالي، نركز بشكل كامل على جهود الإغاثة في حالات الطوارئ ومحاولة الحصول على تقويم جيد للاحتياجات».

من جانب آخر، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري الذي يزور باكستان حالياً إن زيارته تهدف إلى اظهار التزام الولايات المتحدة ورفع مستوى الوعي العام لحشد مزيد من التبرعات لمصلحة ما أصبح أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ باكستان.