تسير طهران في خطين متوازيين خلال مواجهتها الغرب بسبب برنامجها النووي: خط التفاوض وخط إنتاج الأسلحة والصواريخ
واشنطن ــ محمد سعيد
أقنعت الحكومة الأميركية إسرائيل بأن الأمر سيستغرق ما يقرب من عام، وربما أكثر، لاستكمال إيران الحصول على سلاح نووي، فيما دعا مسؤولون روس الدولة العبرية إلى عدم القلق من اليورانيوم الذي سيشغّل مفاعل بوشهر الكهروذري الذي يُدشَّن بدء ضخ الوقود فيه اليوم.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم بأن التقويم الأميركي للموقف الإيراني، قلل من احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية وقائية إلى المنشآت النووية الإيرانية في غضون العام المقبل.
وبشأن الفترة الزمنية التي ستستغرقها إيران لتحويل ما لديها من مخزونات من اليورانيوم المخصب إلى مادة يمكن أن تستخدم في صنع أسلحة، أوضح كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون النووية، غاري سامور، قائلاً: «نعتقد أن أمامهم فترة تصل إلى

نجاد: نعد بوقف التخصيب إذا توافرت لنا إمدادات الوقود
عام تقريباً». وأكد سامور أن «عاماً واحداً هو فترة زمنية طويلة جداً»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن المفتشين الدوليين سيرصدون مثل هذه الخطوة من إيران في غضون أسابيع، وهو ما يتيح فسحة كبيرة من الوقت لواشنطن وتل أبيب لدراسة ضربات عسكرية.
ورأت الصحيفة أنه حتى إذا اتفق المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون على أن موعد امتلاك إيران سلاحاً نووياً تأخر، إلا أن هذا لا يعني أن إسرائيل تخلت عن فكرة تسديد ضربة عسكرية إليها.
وقال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل قلقة من أنه، مع مرور الوقت، سيصدر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمراً بنقل المواد النووية إلى مواقع سرية في البلاد، ما يعني أنه لن يكون بحكم المؤكد أن تشل أي ضربة عسكرية إسرائيلية، البرنامج النووي الإيراني.
وفي السياق، أعلن وزير المال الإسرائيلي، يوفال شطاينيتس، من حزب الليكود وعضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، أنه «حان الوقت لأن يوجه العالم كله بقيادة الولايات المتحدة إنذاراً واضحاً لإيران، يقضي بأنه إذا لم تغير سلوكها بصورة واضحة وبالإمكان التحقق منها، فإن عليهم توقع احتمال هجوم أميركي أو حصار بحري على الأقل».
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن دبلوماسي في السفارة الروسية في تل أبيب، قوله إن «محطة بوشهر بُنيت لتوليد الكهرباء وإنه منذ البداية كان بناء المحطة تحت رقابة صارمة من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تُعَدّ ضماناً لكل شيء في بوشهر، وإن ذاك سيكون وفقاً للقانون الدولي».
وقالت الصحيفة إن حفلاً سيقام في محطة بوشهر، وسيحضره رئيس الوكالة الذرية الفدرالية الروسية، سيرغي كيريينكو، التي تولت بناء المحطة في إيران منذ منتصف التسعينيات.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن مشروع محطة «بوشهر» الكهروذرية، فريد من نوعه من حيث التزامه الصارم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مستبعدة إمكان استخدام الوقود النووي لأي أهداف أخرى، وذلك بعدما أعرب الإسرائيليون عن مخاوفهم بشأن استخدام إيران لقضبان الوقود النووي في بوشهر، لأغراض عسكرية، بعد طرد المفتشين الدوليين.
من جهة ثانية (أ ف ب، يو بي آي، رويترز)، قال رئيس منظمة الطاقه الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن التخصيب لإنتاج وقود محطة بوشهر والمحطات الأخرى التي ستُنشأ في المستقبل، سيستمر. وأوضح أن الاتفاق الموقع مع روسيا «لا يعني أنه يتعين علينا شراء الوقود من روسيا، بل هو مذكرة تفاهم بأن يلبوا احتياجتنا إذا ما تقدمنا بطلب للحصول على الوقود».
وفي السياق، أكد مندوب إيران الدائم لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، أن دورة الوقود النووي الإيرانية تكتمل مع تدشين محطة بوشهر.
وقال سلطانية لوكالة «إرنا» الإيرانية للأنباء: «نظراً إلى وجود جميع المراحل المتعلقة بالدورة النووية في إيران، بما في ذلك تنقيب اليورانيوم واستخراجه وتحويله وتخصيبه وصنع قضبان الوقود للمفاعلات النووية، وأيضاً المفاعل البحثي، فإن إيران أصبحت من الدول القلائل في العالم التي تمتلك الدورة الكاملة للوقود النووي».

وحيدي يعلن اختبار صاروخ «قيام ــ 1» «الفريد من نوعه»
في هذا الوقت، أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في مقابلة مع صحيفة «يوميوري شيمبونل» اليابانية، أن بلاده مستعدة للمشاركة فوراً في محادثات مع مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) «في نهاية آب أو مطلع أيلول، لتزويدها بالوقود لمفاعل الأبحاث الطبية في طهران».
ولمّح نجاد إلى إمكان أن تعلّق إيران برنامج تخصيب اليورانيوم في حال الموافقة على عرضه، قائلاً: «نعد بوقف التخصيب بنسبة 20 في المئة إذا توافرت لنا إمدادات الوقود».
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، أنه اختُبر أمس بنجاح صاروخ «قيام ـــــ1» الإيراني «الفريد من نوعه». وأضاف أن هذا «الصاروخ أرض أرض ليست له أجنحة، وبالتالي لديه قدرة تكتيكية كبيرة تحدّ من فرص رصده»، مؤكداً أنه أنتج بكامله محلياً.