أرنست خوريوقبل أن يقنع حكّام أثينا، الأتراك بحسن نياتهم، عليهم إقناع شعبهم أولاً؛ فقد رأت صحيفة «إلوثوروتيبيا» اليونانية أنّ باباندريو «يريد سرقة دور الوسيط من تركيا بين العالم العربي وإسرائيل، مستفيداً من تراجع العلاقات التركية ـــــ الإسرائيلية». وكادت صحيفة «حرييت» تقتبس الكلام ذاته عندما جزمت في عنوانها العريض بأنّ «التوتر التركي ـــــ الإسرائيلي يفتح عصراً جديداً بين إسرائيل واليونان».
ولم تنسَ «إلوثوروتيبيا» تحذير باباندريو (المعروف بتعاطفه القديم مع الكيان الصهيوني) من مغبّة «ردة الفعل العربية إزاء تقارب يوناني ـــــ إسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، تحديداً مع إدراكه للنظرة العربية الإيجابية عموماً تجاه اليونان، الصديقة التاريخية للعرب.
لهذا السبب، سارع زعيم حزب المعارضة اليونانية «الديموقراطية الجديدة»، أنطونيس سماراس، إلى تنبيه حكومة بلاده لضرورة اتخاذ «الحذر الكبير لعدم تخريب علاقاتنا مع العرب».
إلا أنّ الصحافي الإسرائيلي الشهير المقيم في أثينا، زان كوهين، طمأن إلى أنّ تطوّر العلاقات اليونانية ـــــ الإسرائيلية سيكون خبراً ساراً جدّاً للحكام العرب الذين لم يعودوا يطيقون تعاظم النفوذين الإيراني والتركي في المنطقة».