خاص بالموقع - في رسالة مفتوحة موجهة إلى منظمة أوناسور الإقليمية نشرتها أول من أمس وكالة «أناكول»، طالبت قيادة الفارك بعرض نظرتها للصراع الداخلي الكولومبي أمام جمعية المنظمة العامة. «أيها السادة الرؤساء، عندما ترونه ملائماً، نحن مستعدون لعرض مقاربتنا للنزاع الكولومبي أمام جمعيتكم العامة» تقول رسالة سكريتاريا الأركان في منظمة الفارك قبل أن يجددوا رغبتهم في «الوصول إلى حلّ سياسي للنزاع، بالرغم من موقف حكومة كولومبيا التي تصر على إقفال أبواب الحوار، وذلك لأنّ السلام في كولومبيا يعني السلام في القارة». وينتقد البيان الوجود العسكري الأجنبي في البلاد، ويحذر من آثار «الأزمة الإنسانية الخطيرة التي يمر بها البلد والتي يولدها العنف». وكان زعيم الفارك أفونسو كانو قد عرض عشية تسلم الرئيس الكولومبي الجديد خوان مانويل سانتوس في 7 آب «حواراً مباشراً لوضع حد للحالة المأساوية التي تعيشها كولومبيا». ولم يتأخر الرد الحكومي الذي بدا منسقاً مع الرئاسة. ففي اليوم نفسه، رفض وزير الدفاع رودريغو ريفيرا اقتراح الفارك عرض «نظرتهم للنزاع» أمام أوناسور معلقاً: «لا يجوز التحاور مع الإرهابيين» مضيفاً: «تصوروا لو أراد غداً أسامة بن لادن أن يعرض نظرته لنزاعه مع الولايات المتحدة أمام منظمة دولية» قبل أن يختم بأنّ «الوسيلة الوحيدة لفتح الحوار هي أن ترسل الفارك إشارات واضحة ولا لبس فيها عن رغبتها في إيقاف النزاع العنفي». وعلى نحو موازٍ، صدر ردّ ألين من نائب الرئيس أنخلينو غارزون الذي يتعافى من عملية قلب مفتوح، فرأى أنّ «هناك شروطاً ثلاثة لفتح حوار مع الفارك وجيش التحرير الوطني (وهي مجموعة كاستروية تعتمد أيضاً الكفاح المسلح): أولاً أن يعبروا عن رغبتهم في إدراك السلم، وثانياً أن يطلقوا جميع المخطوفين، وثالثاً أن يكفّوا عن اللجوء إلى الألغام الأرضية... ليجدوا الشجاعة بالقول للشعب إنّ العنف طريق لا جدوى منه وسيلاقيهم الرئيس سانتوس بحسن نية وكرم أخلاق لبناء طرق السلام وخلق مسارات التسامح والمصالحة».
من جهة أخرى، اكتُشفت جثة نورما بيريز في مدينة لا ماكارينا، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان وعضو في المجموعة التي فضحت وجود مقبرة جماعية فيها أكثر من ألفي جثة على أرض في البلدة يملكها الجيش. ورجحت المجموعة أن تكون الأرض موقعاً لجثث ناتجة من تصفيات قامت بها القوى المسلحة في السنوات الأخيرة لمدنيين شباب عاطلين من العمل ألبستهم بزات عسكرية للحصول على مكافآت من ضمن خطط محاربة الفارك. وقد سُرِّح عشرات من الضباط الكبار قبل سنتين بسبب هذه الفضيحة التي تحمل في كولومبيا اسم «الإيجابيات المزورة»، فيما ندد الرئيس أوريبي قبل أيام من مغادرته السلطة، ومن ثكنة الجيش في لا ماكارينا بمن سماهم «أبواق الإرهاب» ـــــ في إشارة إلى تنظيمات حقوق الإنسان ـــــ مؤكداً أنّ «هذه مقبرة شرعية ليس فيها إلا 449 جثة لمقاتلين سقطوا في المعارك خلال آخر 8 سنوات». وفيما لم تصدر بعد أية ردة فعل رسمية عن تصفية الناشطة التي كانت قد خطفت قبل أسبوع، علم أنّه ستجري في الكونغرس في الأسابيع القادمة جلسة مساءلة عن المقبرة سيحضرها وزيرا الدفاع والعدل وعدد من قضاة كولومبيا.

(الأخبار)