بول الأشقرتظهر آخر استطلاعات الرأي أن الانتخابات الرئاسية البرازيلية ستحسم من الدورة الأولى المنتظر عقدها في الثالث من تشرين الأول المقبل، وأن الرئيس لويس ايغناسيو لولا دا سيلفا، سينجح في رهانه في صنع خلفه وفي إيصال أول امرأة لسدّة الرئاسة في البرازيل.
والسيّدة المحظوظة هي ديلما روسيف، وزيرة الطاقة في أولى حكومات لولا، قبل أن تشغل حقيبة «التنسيق السياسي»، القريبة من دور رئيس الوزراء في النظام البرازيلي الرئاسي.
وبالرغم من موقعها الاستراتيجي في الدولة، كان الجمهور العريض يجهل من هي ديلما روسيف ( 63 سنة)، فقرر لولا اصطحابها في جميع نشاطاته الرئاسية وتقديمها بصفتها «أم الفقراء». قبل ثلاث سنوات وبالرغم من إصرار لولا، لم تتخط شعبية روسيف عتبة الخمسة في المئة.
قبل سنتين، وصلت بصعوبة إلى 10 في المئة، فيما حلق حاكم ولاية سان بولو والمرشح الرئاسي، جوزي سيرا، فوق الـ45 في المئة.
قبل سنة، تخطت شعبيتها العشرين في المئة، فيما راوحت شعبية سيرا عند الأربعين في المئة. أما في بداية السنة الحالية، فتخطت روسيف الثلاثين في المئة، فيما بقيت شعبية منافسها سيرا ثابتة في مكانها.
إلاّ أن الأمور بدأت بالتبدل في شهر حزيران الماضي، إذ تعادل المرشحان بحصول كليهما على 30 في المئة من الأصوات قبل أن تبدأ روسيف بالتقدم على منافسها.
بعد المونديال الكروي، أخذت روسيف توسع الفارق بينها وبين سيرا. ويظهر آخر استطلاع للرأي، أن روسيف نالت 46 في المئة من الأصوات، فيما تراجع سيرا إلى 28 في المئة، بينما حازت مرشحة حزب الخضر، مارينا سيلفا 8 في المئة من الأصوات. أما المرشحون الستة الباقون، فمجموع أصواتهم لا يصل إلى 2 في المئة.
وتؤكد استطلاعات الرأي، أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم، ستنتخب روسيف من الدورة الاولى وهو إنجاز لم يحققه لولا خلال الانتخابات الرئاسية التي خاضها إن في عام 2002 أو في عام 2006.
ومن المستبعد أن يتغيّر منحى الانتخابات، اذ تخطت روسيف سيرا في جميع المناطق، باستثناء الجنوب، وفي كل الفئات العمرية بتستثناء فئة فوق السبعين وفي كل الطبقات الاجتماعية باستثناء الشريحة الأغنى.
كذلك خسر سيرا رهانه الأخير على النساء، حيث واجهت روسيف صعوبات في البدء، لكنها تخطته بعشر نقاط مئوية بين النساء، وبعشرين نقطة بين الرجال.
وضع سيرا لا يحسد عليه. ولكن ما العمل والرئيس البرازيلي يخرج من السلطة في وقتٍ يرى فيه 78 في المئة من المواطنين أن حكمه «إيجابي» و15 في المئة يرون أنه «عادي»، في مقابل أقل من 5 في المئة يرون أنه «سيئ»؟.


حاول المرشح الرئاسي جوزي سيرا تحييد الرئيس البرازيلي، لويس إيغناسيو لولا دا سيلفا ليركز هجماته على ديلما روسيف، على الرغم من أن لولا صاحب فكرة الذهاب مع «مرشحته» إلى المعامل في ضاحية سان بولو لتوزيع بيانات، مستغلاً الحق الممنوح له بالمشاركة في النشاطات الميدانية خارج الدوام الرئاسي، أي ليلاً وفي نهايات الأسبوع.