واشنطن ترسل مبعوثين إلى إسرائيل ونتنياهو يريد لقاءات دوريّة مع عبّاسأرسل الرئيس الأميركي باراك أوباما ثلاثة مسؤولين إلى إسرائيل لضمان توقيع اتفاقية إطارية لتسوية دائمة خلال عام، ولحل مسألة الاستيطان العالقة، حتى يتحقّق الحدث التاريخي خلال مسيرته، ولو أن التطبيق سيكون لاحقاًكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الإدارة الأميركية «ستمارس ضغوطاً على إسرائيل والفلسطينيين لتوقيع اتفاقية إطارية لتسوية دائمة يُتوصَّل إليها في غضون عام من المفاوضات المباشرة المكثفة، وتُنفَّذ خلال 10 أعوام، وأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام من الآن».وأوضحت الصحيفة، في التقرير الذي حمل عنوان «الاتفاق الآن، أما السلام فلاحقاً»، أنها «حصلت على محضر محادثة أجراها ثلاثة مسؤولين أميركيين، هم: مستشار الرئيس دنيس روس، ومسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دان شابيرو، ونائب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، ديفيد هيل، مع قادة المنظمة اليهودية في الولايات المتحدة، تتضمن بعض تفاصيل خطة السلام الأميركية».
وتابعت الصحيفة أن شابيرو «أبلغ قادة المنظمات اليهودية أن أوباما يعتزم زيارة إسرائيل والضفة الغربية خلال عام من الآن، واستغلال هذه الزيارة لإقناع الشعبين بتأييد تسوية مؤلمة لتحقيق السلام». ووفقاً لمحضر اللقاء بين المسؤولين الأميركيين وقادة المنظمات اليهودية، الذي قالت الصحيفة إنه كُتب في البيت الأبيض، فإن «طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني سيجريان محادثات مكثفة بهدف التوصل إلى اتفاقية إطارية بشأن الحل الدائم في غضون عام، على أن تجري في مواقع منعزلة ليتمكن طاقما المفاوضات من البحث بهدوء في قضايا الحل الدائم التي ستشمل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين».
وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، «سيلتقيان في فترات متقاربة لحل القضايا العالقة ودفع مراحل المفاوضات».
إعلان هذه اللقاءات تزامن مع إعلان نتنياهو أنه «يعتزم عقد لقاءات مع عباس مرة كل أسبوعين بهدف التوصل إلى تفاهمات مبدئية»، فيما أكد عباس تمسكه بالمفاوضات المباشرة، قائلاً إن «الفلسطينيين لن يخسروا شيئاً إذا لم تتجاوب إسرائيل وفشلت هذه المفاوضات».
أوباما سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام
وفي السياق، قدر روس أن الكثيرين «سيحاولون عرقلة المحادثات، والتحدي بالنسبة إلينا سيكون ضمان نجاحها»، محذراً من أنه «يحظر الموافقة على وضع يتحدث فيه الجانبان على نحو معين داخل الغرفة وبما هو مختلف خارجها».
بدوره، قال هيل إن «نتنياهو وعد بأنه قادر على التوصل إلى سلام دائم مع الفلسطينيين، ونحن نرى فيه شريكاً قوياً وملتزماً بالعملية». وأكد مصدر مقرب من شابيرو قوله إن الإدارة الأميركية «لا تريد أي تشويش على هذه المفاوضات»، مضيفاً أن أوباما «يريد لمؤتمر القمة الذي ستفتتح به المفاوضات، أن يكون حدثاً تاريخياً يسجل في تاريخه. فقد وضع كل هيبته وهيبة الولايات المتحدة اختباراً لسياسته في الشرق الأوسط».
لكن الأمور على أرض الواقع لا تبدو وردية بهذه الصورة. إذ قالت مصادر سياسية لـ«يديعوت أحرونوت» إن نتنياهو لم يحدد حتى الآن موقفاً قبيل انطلاق المفاوضات المباشرة، كذلك ليس في الحكومة الإسرائيلية موافقة على مسار الخطة الأميركية، إلى جانب معارضة واسعة داخل الحكومة الإسرائيلية لمطلب تجميد الاستيطان.
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن نتنياهو، الذي عقد جلسة سرية للمجلس الوزاري السباعي لمناقشة «التجميد الجزئي»، يبحث عن حل يهدّئ الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه لا يغضب اليمين الإسرائيلي. وأوضحت أن بيبي «عرض على السباعي عدة بدائل لتجميد الاستيطان، بهدف التوصل إلى خطة يستطيع أن يعرضها على الولايات المتحدة بدلاً من التجميد، من دون إعلان التجميد رسمياً».
في المقابل، ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أن الإدارة الأميركية وافقت على مشروع وزير الاستخبارات الإسرائيلي، دان مريدور، باستئناف البناء في الكتل الاستيطانية الواقعة على الحدود، ابتداءً من 26 أيلول المقبل، وهو موعد انتهاء فترة التجميد. وقالت لصحيفة «معاريف» إن «واشنطن وافقت على فكرة تقسيم المستوطنات إلى قسمين: الأول يشمل مستوطنات يفترض أن تبقى جزءاً من إسرائيل بعد التسوية، وهي المبنية على أراض متاخمة للخط الأخضر (الحدود القائمة قبل عام 1967)، وهذه ستوافق واشنطن على استئناف البناء الاستيطاني فيها، والثاني يضم المستوطنات التي يفترض أن تنسحب منها إسرائيل في إطار اتفاق سلام».
ووسط جميع هذه المحاولات للحد من العراقيل، كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن نتنياهو «سيضع شرطاً جديداً للفلسطينيين، ولن يتقدم في المفاوضات المباشرة من دون تحقيقه، وهو وقف النشاطات الدولية للسلطة الفلسطينية المعادية لإسرائيل، سواء كان ذلك في المحاكم الدولية أو في الأمم المتحدة أو غيرها».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)