تبقى هناك أربعة أسابيع قبل حلول موعد الانتخابات التشريعية الفنزويلية التي يريد منها هوغو تشافيز تجديد أكثرية الثلثين. الأمن يتحول إلى حصان المعارضة، وتشافيز يكذّب شائعات عن إصابته بالسرطان
بول الأشقر
انطلقت يوم الأربعاء الماضي، الحملة الرسمية للانتخابات التشريعية الفنزويلية التي ستجري في 23 أيلول المقبل. المنافسة هي على 165 مقعداً، 113 منها تحسم في دوائر فردية، و52 بين لوائح حزبية. والرهان الحقيقي هو إذا كانت «التشافيزية» ستنجح في المحافظة على أكثرية الثلثين التي توسع هامش تحرك الزعيم البوليفاري، بينما تعود المعارضة موحّدةً ـــــ ائتلاف «طاولة الوحدة» الذي يضم 30 حزباً وتنظيماً ـــــ إلى اللعبة التشريعية، بعدما قاطعت انتخابات عام 2005.
كالعادة، تراهن الأكثرية على تحويل الاستحقاق إلى استفتاء على شعبية الرئيس هوغو تشافيز. ورغم تراجع شعبيته من 71 في المئة عام 2005 إلى 57 في المئة السنة الماضية، وإلى أقل من 50 في المئة الآن، للمرة الأولى خلال آخر 5 سنوات، تدرك المعارضة أن تشافيز يبقى السياسي الأكثر شعبية، فيما تتأرجح خطط المعارضة بين رغبتها في تلقينه درساً، وخوفها من الوقوع في سيناريو التجاذب الذي يناسبه.
تقول التشافيزية إنّ المعارضة ستوقف البرامج الاجتماعية إن ربحت، بينما يزداد عدد الذين يحمّلون الزعيم اليساري مسؤولية مشاكل كبيرة كالتضخم وعدم الاستقرار الأمني الذي يكاد يتحول إلى أولوية الأولويات.
«كراكاس أعنف من بغداد». هكذا وضعت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إصبعها على الجرح الذي ينزف في فنزويلا، والذي أعطى البلد الرقم القياسي بنسبة عمليات الخطف والجرائم في أميركا اللاتينية، قبل كولومبيا والمكسيك اللتين تعانيان من «حروب داخلية». وقد دلّت الإحصاءات الرسمية على أنّ 16 ألف عملية خطف وقعت خلال آخر سنة، ما يساوي 45 حادثة خطف في اليوم الواحد، و19 ألف جريمة قتل قد ارتكبت، أي 52 قتيلاً كل يوم.
وإذا كانت 80 في المئة من عمليات الخطف مقابل فدية لا تدوم أكثر من 24 ساعة وتعني الطبقة الوسطى، فضحايا عمليات القتل هم بأكثريتهم الساحقة من الأوساط الفقيرة. وقد منع القضاء الإعلام من نشر صور عنيفة خلال هذا الشهر، ما جعل المعارضة تندّد بما وصفته بـ«رقابة مفضوحة».
بدأ الحزب الاشتراكي الحاكم نشاطاته مساء الثلاثاء الماضي بألعاب نارية غطّت سماء العاصمة والمناطق، وتوقف تشافيز عن بث برامجه الرئاسية تماشياً مع قوانين الحملة. وحالة التجاذب جعلته يكذّب شائعات المعارضة عن إصابته بالسرطان: «هذا ما تتمنّونه، لكن الحقيقة مغايرة». أما المعارضة، فتنزل اليوم إلى الشارع بتظاهرة نسائية تندد بتدهور الوضع الأمني.
التقسيم الانتخابي يجعل من الممكن أن تحصل المعارضة على عدد أكبر من الأصوات، والموالاة على عدد أكبر من المقاعد. وتدلّ آخر استطلاعات الرأي أن تشافيز قد ينجح بالحصول على الثلثين، إلا أنه يجب التعاطي مع هذه التوقعات بحذر لأن عدد المتردّدين لا يزال يمثّل الكتلة الأكبر من الناخبين.