خاص بالموقع - حذّر تقرير جديد أصدره اليوم المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية في لندن من موجة جديدة من الهجمات الارهابية في بريطانيا يشنّها مسلمون بعد خروجهم من السجن واعتناقهم أفكاراً متطرفة.وقال التقرير إنّ المملكة المتحدة تواجه أكبر تهديد من إرهابيي الداخل بالمقارنة مع أيّ دولة غربية أخرى وصارت جميع الظروف مهيأة فيها لوقوع سلسلة من الهجمات الارهابية في أي وقت، جراء وجود عدد كبير من المسلمين الذين اعتنقوا افكاراً متطرفة نتيجة استيائهم من التنفير وسياستها الخارجية، والحملة الاعلامية القوية لتنظيم القاعدة.
وأضاف إنّ هناك نحو 800 مسلم في سجون المملكة المتحدة تبنّوا أفكار التطرف على أيدي سجناء مسلمين آخرين وباتوا مستعدين لإطلاق موجة جديدة من الهجمات الإرهابية بعد خروجهم منها.
وحذّر من أنّ أجهزة الأمن البريطانية تواجه تحدياً كبيراً في اكتشاف ومراقبة الانتحاريين المحتملين والجهاديين الآخرين بعد خروجهم من السجون خلال السنوات المقبلة.
وتوقع تقرير المعهد الملكي للدراسات الأمنية والدفاعية أن يتحول الجهاديون من شن هجمات عالية التخطيط على غرار 11/9 في الولايات المتحدة وتفجيرات 7/7 في لندن، إلى تنفيذ عمليات يشنها انتحاري واحد على صلات طفيفة بتنظيم القاعدة باستخدام قنابل محلية الصنع.
وقال إنّ بعض المتطرفين المسلمين في السجون البريطانية لم يُدانوا من قبل بتهم إرهابية وسيعودون إلى المجتمع خلال السنوات الخمس أو العشر المقبلة، وقد اعتُقل معظمهم في إطار حملات مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة لكنّهم لم يدانوا بتهم خطيرة.
وأضاف التقرير «أنّ واحداً من بين كلّ عشرة من السجناء المسلمين البالغ عددهم 8000 في السجون التي تتمتع بإجراءات أمنية مشددة في إنكلترا وويلز، أي ما يعادل 800 سجين، استهدفهم الجهاديون المتطرفون بنجاح وسيخرجون من السجون في السنوات المقبلة».
وحذّر التقرير أيضاً من أنّ خطر وقوع هجمات إرهابية «صار يخيّم على كل الأحداث الرياضية الكبرى في العالم، من دورة ألعاب الكومنولث في الهند والألعاب الأولمبية في لندن عام 2012 إلى جميع الفعاليات الرياضية في المستقبل مثل بطولات كأس العالم بكرة القدم».
إلى ذلك، عبّر قادة الجيش البريطاني عن قلقهم حيال الترتيبات الأمنية للزيارة التي قام بها إلى افغانستان رئيس وزراء بلادهم ديفيد كاميرون في حزيران الماضي، واضطر خلالها إلى تغيير برنامج زيارته في اللحظة الأخيرة بسبب مخاوف من احتمال تعرّض مروحيته لهجوم من حركة طالبان.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم إنّ المسؤولين العسكريين أبدوا قلقهم بشأن التهديد الذي تعرض له كاميرون خلال أول زيارة يقوم بها إلى افغانستان كرئيس للوزراء، وإزاء عدد من القضايا الأمنية المحيطة بها وليس أقلها ظهوره على شاشات التلفزيون الافغاني قبل أن يقوم بزيارة اقليم هلمند لتفقد القوات البريطانية، رغبة منهم في تجنب وقوع مثل هذه المخاطر في المستقبل.
وأضافت إنّ المسؤولين العسكريين طلبوا من مكتب رئاسة الحكومة (داونينغ ستريت) اجراء مراجعة أمنية لبرنامج زيارة كاميرون إلى افغانستان، لكن متحدثاً باسم المكتب أعلن «نحن لا نعلق عادة على الترتيبات الأمنية لرئيس الوزراء».
واضطر كاميرون للتخلي عن زيارة مقررة للقوات البريطانية في موقع متقدم في اقليم هلمند بسبب المخاوف من أنّ حركة طالبان كانت تخطط لإسقاط مروحية من نوع تشينوك كانت تقله والوفد المرافق له، وحُوّل مسارها في اللحظة الأخيرة إلى لشقر غاه عاصمة إقليم هلمند.

(يو بي آي)