خاص بالموقع - أثارت محاولة الزعيم الليبي معمر القذافي إقناع عشرات الشابات باعتناق الإسلام خلال زيارة لإيطاليا ردّ فعل غاضباً من وسائل الإعلام الإيطالية. واتهم العديد من المعلّقين رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، بالتضحية بالمبادئ والكرامة من أجل العلاقات التجارية والاستثمارية مع ليبيا.
وتأتي التعليقات بعدما دعا القذافي مجموعة من الشابات يعملن لدى وكالة لتشغيل المضيفات إلى حضور لقاء في المركز الثقافي الليبي بروما، وحاول إقناعهن باعتناق الإسلام.
وتساءلت صحيفة «المساجيرو» اليومية «ماذا كان يمكن أن يحدث إذا ذهب رئيس دولة أوروبي إلى ليبيا أو أي دولة إسلامية أخرى، ودعا أيّ أحد إلى اعتناق المسيحية؟ نعتقد أن هذا كان سيثير ردود فعل قوية جداً في أنحاء العالم الإسلامي».
وإيطاليا الآن هي أكبر شريك تجاري لليبيا، وتشتري معظم إنتاجها من النفط والغاز. وليبيا أيضاً من كبار المستثمرين في الاقتصاد الإيطالي. لكن الكثير من المعلقين عبّروا عن استيائهم.
وقالت صحيفة «لا ستامبا» في افتتاحيتها «المصلحة الوطنية لا تبرّر هذا، ومن المؤكد أنها لا تطلب من أحد الموافقة على استضافة أحداث هزلية بشعة».
وعبّر ساسة من حزب تحالف الشمال، شريك برلسكوني في ائتلافه الحاكم، عن قلقهم من حصة ليبيا البالغة 6.7 في المئة ببنك أوني كريديت، أحد أكبر البنوك في البلاد.
ويتحدث كبار رجال الأعمال في إيطاليا بوجه عام بنبرة تأييد لسجل ليبيا كمستثمرة، لكنّ علاقة برلسكوني الوثيقة مع القذافي أذكت الاتهامات أيضاً بأن المصالح الاقتصادية طغت على كل المخاوف الأخرى.
وركّز ساسة معارضون على وجه الخصوص على اتفاق وافقت ليبيا بموجبه على تسلم المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الإبحار إلى إيطاليا من موانئها.
ودعا الحزب الديموقراطي، الذي ينتمي إلى يسار الوسط، برلسكوني إلى الإدلاء ببيان أمام البرلمان بعد زيارة القذافي، التي قال إنها فرصة لطرح قضايا حقوق الإنسان.
من جهته، رأى رئيس حزب الخضر الإيطاليين، أنجلو بونيللي أنّ استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي في إيطاليا «مثير للخجل».
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء عن بونيللي قوله «يبدو أن إيطاليا أصبحت مستعمرة ليبية، فالاستقبال الذي يليق بالأبطال الذي حظي به الرئيس الليبي معمّر القذّافي يصيبنا بالقشعريرة، ويجعلنا نحمرّ خجلاً».
وتساءل بونيللي «هل سيمتلك برلسكوني أو أحد الوزراء بعض الكرامة لسؤال الديكتاتور الليبي عمّا حدث للمهاجرين الذين أعيدوا إلى بلاده بحراً، والمحتجزين في معسكرات الاعتقال الليبية نتيجة للاتفاقية بين بلدينا؟».
وأضاف «برلسكوني فقط من بين كل زعماء الديموقراطيات الغربية، تمكّن من استقبال الديكتاتور القذافي كنجم»، ولكن «لا يوجد وراء هذا سوى الصفقات التجارية وتضارب المصالح مرة أخرى، لأن العديد من شركاته تكسب كثيراً من الاتفاقات مع ليبيا».
وخلص رئيس حزب الخضر إلى القول «بالتأكيد هناك صفحة سوداء تكتب في تاريخ الديموقراطية الإيطالية، فما كان لشيء من هذا القبيل أن يحدث أبداً في أيّ دولة أوروبية أخرى».
ووسط هذا الانقسام، استسلم كثير من الإيطاليين لسلوك القذافي.
وقالت مارينا ميرني إحدى سكان روما «هذه هي بالضبط الأشياء الحمقاء التي يتفوّه بها القذافي. يجب أن نقبل هذه النوعية من السلوكيات... أنا مذهولة لأننا نعامله كضيف شرف، لكن الواضح أنّ هناك مصلحة اقتصادية».

(رويترز، يو بي آي)