واشنطن ــ محمد سعيدأكدت العديد من المؤسسات والهيئات والشخصيات الفلسطينية في مختلف أماكن الشتات رفضها المطلق للعودة إلى المفاوضات المباشرة، مطالبين في بيان يحمل تواقيعهم رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي وصفوه بـ«المنتهية ولايته»، إلى «الاحتكام للشعب والالتزام الكامل بالحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق العودة للاجئين كشرعية واحدة ووحيدة».
واتهم الموقّعون الرئيس الفلسطيني بالعمل من خلال المشاركة في المفاوضات على تصفية القضية الفلسطينية. وقال البيان، الذي جاء بعنوان «رسالة مفتوحة إلى محمود عباس»، إن «ما قامت، وتقوم به إدارتك المنتهية الولاية وغير الشرعية من سياسات وممارسات لم يعد يمثّل فقط خطورة حقيقية على حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، بل لقد أصبحت هذه الممارسات والسياسات، بإصرارك على المضي قدماً في ما تعدّه أنت فاشلاً وعبثياً، ترقى إلى مستوى الجرائم الوطنية والقومية بتفريطها بأكثر الحقوق إجماعاً».
واتهم موقّعو البيان عباس بالخروج عن «الإجماع الوطني» وأنه لم يعد يمثل سوى نفسه. كذلك اتهم الموقّعون عباس بأن سياسته قادت القضية الفلسطينية إلى الانحطاط والتصفية، وأنه أسهم «بالتشكيك بحقوق كانت حتى الأمس القريب غير قابلة للجدل». ورأوا أن سياسة عباس لم تنتج «سوى تدمير مؤسسات الحركة الوطنية الفلسطينية واستبدالها بسلطة لا سلطة لها إلاّ في قمع شعبنا الرازح تحت حراب الاحتلال بجهاز أمن يسهر فقط على أمن الاحتلال».
وأكد البيان اعتبار «المقاومة حقاً شرعياً وقانونياً لشعبنا في جميع أماكن وجوده، كفلته له المواثيق والأعراف الدولية، ولا يحق لك أو لغيرك مصادرتها واستعداؤها».
وأكد البيان أن «قضية اللاجئين هي جوهر القضية الوطنية الفلسطينية وأساسها»، وأنه لا يحق لرئيس السلطة الفلسطينية وأي كان «التنازل عن هذا الحق أو التلاعب به أو الموافقة على المبادرات السياسية التي تساوم على هذا الحق وتعلن تفهمها للعنصرية الصهيونية بإلغائها حقنا في العودة إلى وطننا» .
واختتم البيان بتأكيد حيوية الشعب الفلسطيني وقدرته على الاستمرار، معلناً البراءة من «كل من يفاوض ويساوم على حقوقنا ووطننا».
وتظهر التوقيعات انضمام الكثير من الشخصيات السياسية والأكاديمية العربية إلى الموقّعين على البيان الذي سيوزع غداً، بالتزامن مع بدء أولى جلسات المفاوضات المباشرة في مقر وزارة الخارجية الأميركية.
ومن بين عشرات الجمعيات الفلسطينية في أوروبا والولايات المتحدة والوطن العربي وغيرها التي وقّعت على البيان: شبكة الجالية الفلسطينية ـــــ الولايات المتحدة، لجان فلسطين الديموقراطية ـــــ أميركا اللاتينية، الاتحاد العربي الكندي ـــــ كندا، الجمعية الفلسطينية الكندية، الجالية الفلسطينية في النرويج، اتحاد مؤسسات الجالية الفلسطينية في أوروبا، لجنة الدفاع عن حق العودة، اتحاد الأطباء الفلسطينيين ـــــ ألمانيا، أجراس العودة ـــــ دمشق، منظمة الشبيبة الفلسطينية، رابطة المبدعين العرب، الجالية الفلسطينية في قبرص، الجمعية الفلسطينية الأدبية، حملة التضامن مع أحمد سعدات ـــــ أمريكا الشمالية وأوروبا، الاتحاد العام لطلبة فلسطين، شبكة الشباب الفلسطيني.
كذلك يحمل البيان تواقيع عشرات الشخصيات المرموقة من أكاديميين وكتّاب وفنانين، من بينهم منير شفيق، نصير عاروري، نديم مقدسي، سيف الدعنا، نور مصالحة، بشارة دوماني، أسعد غانم، إصلاح جاد، كمال الطويل، فادية خوري، أسعد أبو خليل، هاني فارس، منير العكش.