حديث العقوبات الدولية وتداعياتها على الواقع الايراني هو الذي يتصدّر لائحة المواقف في طهران اليوم. اللافت أن الرد الايراني لا يزال يتسم بالتحدي رغم رزمة مشددة من الإجراءات الهادفة إلى اعاقة النظام الإسلاميوصف الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أحدث عقوبات فرضت على إيران بأنها تبعث على الشفقة. وقال في أول خطاب له بعد توقيع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قانوناً لفرض عقوبات تستهدف واردات الوقود الإيرانية، «إن هذه الإجراءات لن تضر الاقتصاد أو تثني إيران عن القيام بدور أكبر في الشؤون العالمية. يعلمون أن هناك أسداً نائماً في إيران يستيقظ، وإذا استيقظ فستتغير كل العلاقات في العالم».
وأضاف نجاد «تصرفاتهم المثيرة للشفقة تظهر أنهم يدركون القوة البشرية الهائلة الكامنة في إيران». وتابع «نعلم أنه إذا استيقظت هذه الحضارة الإيرانية فلن يكون هناك مجال أمام القوى المتعجرفة والفاسدة والمتجبرة».
من جهته، قال رئيس مجلس الخبراء أكبر هاشمي رفسنجاني، خلال اجتماع مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه، إن «الاستكبار العالمي يسعى الى ترهيب دول المنطقة لدفعها الى المشاركة في سياسة الترهيب الموجهة ضد ايران، لكن (هذه السياسة) لن تنجح».
كذلك انتقد رفسنجاني قرار أوباما فرض عقوبات إضافية على إيران، قائلاً «إنه عمل ترهيبي فاضح تجاه إيران عندما يعلن الرئيس الأميركي رسمياً أنهم يستهدفون صميم البرنامج النووي الايراني».
من جهة ثانية، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني، إنه سيتم التعامل بالمثل مع الدول التي تعترض وتفتّش السفن الإيرانية المحمّلة ببضائع عادية.
وبشأن طلب مجموعة 5+1 (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة الى ألمانيا) إجراء محادثات مع إيران بشأن ملفها النووي، وصف لاريجاني الحوار الذي تدعو إليه الدول الغربية بأنه «أسلوب للخداع، إذ إنهم يستخدمون مجلس الأمن بصورة غير مشروعة كأداة للضغط على إيران، وفي الوقت نفسه يدّعون أنهم مستعدون للحوار».
وعن الظروف التي تمر بها منطقة الخليج، انتقد لاريجاني «وجود القوات الغربية والأميركية في قواعد بثلاث دول وقيامها بنقل مختلف الأشياء من وإلى المنطقة من دون علم الآخرين».
وإذ رأى أن الإجراءات العسكرية والسياسية الأميركية سبّبت استمرار أعمال العنف في أفغانستان، قال لاريجاني إن «إيران تسعى إلى استقلال أفغانستان، والدول المتطورة لا تستطيع فرض رسائلها على الأفغان».
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن إيران سلّمت السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الأميركية في طهران «الأدلة» على قيام وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) بخطف عالم الفيزياء الإيراني شهرام اميري.
وقال مهمانبرست «ننتظر من الحكومة الأميركية أن تعلن في أسرع وقت ممكن نتائج تحقيقها بشأن هذا المواطن الايراني»، مؤكداً ان الولايات المتحدة «مسؤولة عن حياة» أميري، الذي فقد في حزيران 2009 لدى وصوله الى السعودية لأداء العمرة.
إلى ذلك، أعلن مساعد شؤون العمليات في القوات الجوية التابعة للجيش الإيراني، العميد الطيار مجيد بيرهادي، تجهيز جميع القواعد الجوية التي تقع على الحدود، بطائرات استكشاف خاصة على الحدود الجنوبية والغربية في المستقبل القريب. وأكد بيرهادي في حوار مع وكالة أنباء «فارس»، أن «المستقبل القريب سيشهد تشكيل فوج من هذه الطائرات في كل قاعدة جوية».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، فارس)